العرب واللغة العربية تحت المجهر
كثيرة هي الدراسات التي بدأت تنشر في مختلف بلاد العالم عن الإقبال الكبير الذي تلقاه معاهد اللغة العربية حول العالم بعد أحداث الحادي عشر من إيلول، بالإضافة إلى حركة الترجمة الكبيرة التي بدات تتسارع عن اللغة العربية وإعادة فتح الكثير من الملفات التي كانت أغلقت سابقاً في البحوث العربية في كافة المجالات، والتي تشمل كافة النواحي الأدبية والعلمية، إلاّ أن موضوعة اللغة العربية في تزايد خاصة بعد ان كشفت مجموعة من المقالات المنشورة في الولايات المتحدة الأمريكية،
ان العديد من أعضاء الكونغرس الأمريكي يبدون قلقاً وانزعاجاً متزايدين عن عجز في آلة وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية الـ«سي اي اي» تجاه اللغة العربية، والناطقين بالعربية بكافة الأشكال كتابة وقراءة، سواءً كان الناطق بلغته الأم أو لا.
إلاّ أن الدراسات الأخيرة تبين أن الجيل الجديد من الأميريكيين ، يتجه بشكل أكبر نحو تعلم العربية، حتى وصل إلى نسبة عالية بعد احداث 11 ايلول 2001 والحروب التي تبعتها.
وتتزايد هذه الرغبة في رفد كوادر متعلمي اللغة العربية في الإدارة الأمريكية العسكرية والاستخباراتية أمام الصدمات المتلاحقة التي تتلقاها الحكومة الأمريكية على الأراضي العراقية، كي تستطيع آلة الإعلام الغربية أن تتوجه إلى العقل العربي وتمحو من ذهنه الادعاءات والدعايات العربية حول صورة أميركا لدى العربي ورسم صورة جديدة للأمريكي وفقاً للمعطيات الجديدة، حسب قول عدد من العاملين في وكالة الاستخبارات الأمريكية.
ولم تتوقف هذه الهجمة على اللغة العربية فقط بل على الإرث العربي والإسلامي ككل، وكأنها موجة استشراق جديدة مشابهة بموجات الاستشراق السابقة التي كانت تترافق مع الحملات الاستعمارية في الفترات السابقة، فقد أعيد نبش الملفات المرتبطة بالعمارة الإسلامية والعربية، والطب والفلسفة العربية.
كما بدأت تظهر دراسات جديدة داخل الولايات المتحدة الأمريكية حول الظواهر الشعبية في المجتمعات العربية، وأعيد إرسال العديد من المثقفين والصحفيين والفنانين الأمريكيين إلى المنطقة تقرباً من هذه الثقافة التي اعترفوا بأنهم يجهلون عنها الكثير...
■ عمرو سواح
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.