صوت.. للقطاع العام!

كثرت الآراء في برنامج سوبر ستار بعد خروج مطربتنا السورية رويدا عطية. منهم من قال أن هناك تلاعباً في نتائج التصويت ومنهم من قال إن التصويت في الأردن كان مجانياً ومنهم من قال أن السوريين لم يؤمنوا بفكرة التصويت وو... والكثير من الآراء وفي النهاية لا أحد يعرف الحقيقة.

على العموم مهما كانت الأسباب ومهما كانت النتائج فسأتناول الموضوع من زاوية أخرى فليست قضيتنا الآن هي رويدا عطية بل هناك ما هو أهم.

هناك ضحايا.. ضحايا لهذا النظام الاقتصادي القائم ورويدا عطية واحدة من بين ألوف. ضحية لشركتي الخليوي المساهمتين الاحتكاريتين المتنافستين في الإعلانات والمتفقتين على نهب المشتركين والمتحكمتين بأسعار الخطوط المرتفعة وأسعار المكالمات الباهظة وأسعار الرسائل الخيالية. فكم عدد من يملكون أجهزة خليوية في سورية مقارنة مع الأردن كدولة مجاورة وكم سعر رسالة التصويت في الأردن بالنسبة لدخل الموظف مقارنة مع سعرها في سورية أيضاً.

وتذكيراً بالضحايا أيضاً لا ننسى عدداً من الشبان السوريين المهندسين في مجال الإلكترونيات والكمبيوتر الذين استطاعوا فك تشفير كروت القنوات الفضائية والذين استطاعوا حل شفرات حماية النسخ لبرامج الكمبيوتر دون أدنى اهتمام بالمواد العملية في الجامعات لقتل الجامعات الحكومية وإنشاء الجامعات الخاصة. هؤلاء كانوا ضحية أثناء فترة التعليم الجامعي ولا يزالون ضحايا البطالة وعدم وجود فرص عمل حقيقية فتبقى محاولاتهم فردية هدفها الربح الشخصي لتأمين متطلبات الحياة بدلاً من أن يكون الهدف التطوير كما يجب أن يكون.

ولا ننسى شبكة الإنترنت التابعة لمؤسسة الاتصالات كلنا نستخدمها وكلنا ضحية لمن يسعى لعدم تطويرها وإفشالها ليتسنى له إقامة شبكة خاصة بدلاً منها واحتكار سعر الدقيقة.

إن اهتمام الشركات الاحتكارية ينصب اليوم على توسيع نطاق استغلالها في الدرجة الأولى وثانياً والأهم ضرب القطاع  العام وثالثاً هدفها المنشود إحلال القطاع الخاص بدلاً عنه.

الضحية الأولى هي القطاع العام وقضيتنا الحقيقية هي التصويت للقطاع العام.

 

■ باسل قابسي