سوبر ستار العرب... أسئلة جديدة
انتهت أخيراً ، الحملة الإعلامية للحرب الضروس ، لاختيار سوبر ستار العرب، بعد أن بلغ التنافس المصطنع أوجه بين كل من رويدة عطية مواطنتنا السورية و ديانا كرزون الأردنية، حيث طغت أخبار هذه الحرب على كل حدث آخرمهم في المنطقة، ينبغي تناوله..
ولئلا يتهمني احد من النقدة - وعلى طريقة أفراد أسرتي - بأنني متخلف في تذوق فن الموسيقا والطرب، أُبين سلفاً،بأنني، ومنذ بداية تفتح وعيي، كنت، وما أزال اعد كاسيت الموسيقا احد أهم مفرادت طقوسي الشخصية الى جانب الهواء، والقهوة، للتوحد مع القراءة والكتابة، وذلك الى درجة الإدمان، ومعذرة من معامل التنباك والتبغ الوطنية- عن إسقاط دور السيجارة -عامداً،وذلك، بعد يقيني بما ألحقته بي من أذى فادح اثر تلك العشرة، وبصراحة، لقد عددت الحدث نافلاً، غير ذي جدوى، على مستوى حديث الجهال في البيت، فحسب، دون أن يوازي أياً من أمات المشاكل والمشاغل والهموم الفعلية الكبيرة، التي تجرجرنا الى بؤرها رغماً عن أنوفنا، وعلى الطالع والنازل، بيد أنني اكتشفت - وعلى خلاف توقعاتي ونبوءتي، أن الأمر ليس كذلك البتة...
طبيعي، ألا أبقى ساكتاً أمام هذه الاتهامات الكبيرة الموجهة إلى من رعيتي، فأنا من أولئك الذين يعزّ عليهم ان يساء فهمهم من قبل احد، لاسمح الله، حتى ولو كانوا من العيال، أو من عظام الرقبة أنفسهم، بل كنت أحاججهم جميعا، باللجوء الى الأمثلة الكبيرة من حولنا، حيث أصبحنا بين فكي كلابتين هما: جور أولي الأمر -الأشد مضاضة - من وقع الحسام المهند من جهة -والمؤامرات الخارجية اليومية المتربصة بنا من حولنا من جهة أخرى، كي يستغل أصحابها هاتيك الانتهاكات المرتكبة، دون أن يرتدع، جديا، ذووها -أصحاب القرار _في بلادنا، من خلال الالتفات الحقيقي الى معاناة مواطننا اليومية -كبش الفداء، والكرة المنهكة في هذه الملعب - وهو يخوض غمار معاناة توفير اللقمة وهواء الحرية، بل وما يندرج بين هذين المطلبين من مفردات تشكل بالتالي أس بنية كرامة الوطن والمواطن....
ولا انفي، إن أية محاضرة –كما هو حالي ورعيتي- بهذا الصدد، إزاء هذا الرعيل المتحمس، لم تكن لتفلح في تحييدهم، وضبطهم أمام قضية نبيلة، سامية أو قضية القضايا، دون أن يفهموا أن التصويت عبر -أجهزة الخليوي - يعني دعم شركات خليوية لصوصية، تعمل أمام أعين الجميع...جهارا نهاراً... ودون ان نتمكن، رغم كل مانسمعه من اعتراضات منطلقة من المصلحة الوطنية العليا، من وضع حد لعملية ابتزازا تها القائمة... حتى الآن...
ولعل ما أثار دهشتي، هو أن عدوى تزوير الانتخابات -بأنواعها والتي صارت فولكلوراً وتقليداً في تراثنا الديمقراطي، وصلت الى سوبر ستار نفسه، رغم يقيني المسبق، بان من صوتوا بعامة، هم في أغلبيتهم الساحقة، من نخبة النخبة، وخواص الخواص، الذين لا يمثلون إلا اقل من 10% من السكان المقتدرين على التصويت عبر الخليوي والانترنيت، فلقد حاول احد أبنائي التصويت لصالح فنانتنا الطالعة رويدة، ولكنه فوجئ بان هناك من صوت على بريده الالكتروني...! بدلاً عنه، وبعبارة تقول له: عفواً.... لقد صوت من قبل، وحين حاول أن يصوت على بريدي الشخصي، بعد الاستئذان مني، وجد أن هناك من صوت على هذا البريد أيضا، وحين اضطررت للتدخل في أطراف هذه الحملة بنفسي-وأنا المدرك أن عباقرة الغناء لم يصوت لهم احد انترنيتياً ولا خلوياً-فأعطيته بريداً ثالثاً..... فرابعاً.... فخامساً..... لاتاكد تماما-وللأسف-بان هناك من صوت على كل بريد معلن، دون علم أصحابه الحقيقيين، ونيابة عنهم، على سبيل القرصنة، او لاقل الديمقراطية السوبر ستارية، وأصارحكم القول، بان أساي الشخصي بلغ ذروته، عندما رأيت أفراد أسرتي-وكل من اختار أو اضطر للتسمر-أمام الشاشة الصغيرة في كل مكان، كيف أن الفنانة الموهوبة رويدة، بدأت تلعق مرارة الخسارة وتجر أذيال الهزيمة، أمام منافستها، لا لنقص في موهبتها، وهذا ما لا املك امكانات وأدوات تقويمه الدقيق، بل لنقص في مؤهلاتنا الحضارية، ولاستشراء الخراب... وعلى غرار ما رآه ابن خلدون بصدد العلاقة بين الغالب والمغلوب، وهو بكل صراحة مؤشر جديد,يمكن من خلال إعادة قراءته استشفاف الكثير فيما يتعلق بتخريب منظم بحق بنى كثيرة، لابد من التفكير الجدي، بمعالجتها كي نكون في مستوى أسئلة ملحة... تطرق بوابة لحظتنا دونما توقف.
■ إبراهيم اليوسف
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.