هادي إبراهيم هادي إبراهيم

مرايا جورج حبش

كتاب «جورج حبش.. حكاية وطن» الذي صدر عن «مؤسسة الهدف للنشر والتوثيق» عبارة عن مجموعة من المقالات والشهادات التي تتحدث عن مسيرة حكيم الثورة الفلسطينية مع اقتراب حلول الذكرى السنوية الثانية على رحيله.

«مؤسسة الهدف» تقول إن هذا العمل هو: «شهادات  وفاء منا له، وحقه علينا أن نبادر بجمع شهادات عن الحكيم تتحدث عن مسيرة النضال الطويلة التي أفنى عمره فيها».
المقدمة تتوزع بين عائلة حبش الحزبية ممثلة بالأسير أحمد سعدات، أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الذي يقول: «أن تكتب عن جورج حبش فأنت في الواقع تكتب عن فلسطين الوطن، وعن قضية العرب المركزية، ومسارها، وسيرورة النضال الوطني الفلسطيني، ومشوار الكفاح، فقد تماهت صورة الرجل مع صورة فلسطين»، وبين عائلته الصغيرة ممثلة بزوجته هيلدا وابنته لمى وحفيده، حيث يتحدثون بحميمية عنه إنساناً وأباً وزوجاً.

الكتاب مقسّم إلى خمسة أبواب، حيث يتحدث في الباب الأول مجموعة من الشخصيات الوطنية العربية والمرجعيات وهم من أصدقاء الراحل الدكتور جورج حبش من أبرزهم: الرئيس أحمد بن بلا، د. أنيس الصابغ، د. محسن بلال، د. سمير أمين، إضافة إلى شهادة للشاعر الكبير الراحل محمود درويش إذ يقول: «للحكيم جورج حبش في المخيلة الفلسطينية مكانة الأيقونة. حتى الذين اختلفوا معه على معالجة المعقد بالبسيط والبداهة، أحبوه واحترموه، وأصيبوا في صحبته بعدوى الأمل من فرط ما هو صادق وشفاف».
أما الباب الثاني فقد خُصص للمفكرين والباحثين العرب، حيث قدموا قراءات فكرية لمسيرة الحكيم النضالية. يقول أحمد برقاوي: «لم يكن يلتفت إلى الماضي إلا من أجل استخلاص العبر فلم يكن يشكو، ولم يكن يحدثنا عن تجاربه الماضية بل كان يسألنا ما العمل.. ما العمل؟!». الباب الثالث يرسم بورتريهاً لجورج حبش كما يراه الكتاب والفنانون، فنطالع صورة المناضل من وجهات نظر أخرى، فها هو الروائي اللبناني الياس خوري يقول: «هذا هو جورج حبش الذي أحبٌه: ساحر وطفل، منتصر ومهزوم، قائد يتعثر بأقدار شعبه، وحالم أراد أن يصنع من النكبة الكارثة مدخلاً إلى التغيير ومساحة لإعادة بناء الذات»، إضافة إليه يكتب الروائي رشاد أبو شاور، والشاعران سميح القاسم وأحمد دحبور وآخرون...
البابان الرابع والخامس يتضمنان عدداً كبيراً من شهادات رفاق الدرب، وقادة القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية، وقيادات حركة التحرر العربي، والقوى التقدمية العربية، إضافة إلى شذرات مختارة من الصحافة العربية العالمية.
يختتم الكتاب بملحقين الأول سيرة ذاتية لحبش، والثاني عبارة عن ألبوم صور يجمع الحكيم مع عدد كبير من المناضلين والزعماء والأدباء وقادة الحركات الثورية العربية والأممية.
 هذا الكتاب هو الثالث الذي يتحدث عن مسيرة هذا الرجل د جورج حبش فقد صدر منذ فترة كتاب «الثوريين لا يموتون أبدا» وهو مجموعة من الحوارات التي أجراها معه الصحفي الفرنسي جورج ما لبرونو، وكتاب آخر من إعداد الباحث والكاتب السوري مازن يوسف الصباغ يضم شهادات عدد من الأقلام في مسيرة جورج حبش النضالية.