إحراق الأوراق الثقافية: «أنا رح علمك الديمقراطية يا حيوان»
ها هي أمريكا تتذكر باستمرار مآثر موتاها من صناع الحرية والحلم الأمريكي، فهاهو الجنرال جورج واشنطن يخرج من قبره ليعيد على مسامعنا قولته الشهيرة «قضيتنا شريفة: إنها قضية الإنسانية»، وها هو لافاييت قادماً على متن باخرة إلى أرض الحرية يقول: «سعادة أمريكا مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بسعادة الإنسانية»، وليس بعيداً عنه نصغي إلى هيرمان ليفيل: «إننا نحمل على كواهلنا حريات العالم» وإذا استمررنا في هذا الطريق سنصل إلى الرئيس الأمريكي الراحل «J.F.K» والذي قال «الأميركيون هم الحراس على معاقل الحرية في العالم».
وخوفاً على ديمقراطية أمريكا اتسعت دائرة الخوف على ديمقراطية العالم وأخذت أمريكا على عاتقها أن تصون الديمقراطيات في العالم وأن توزع صناع الديمقراطية في العالم من عملاء «C.I.A» في كل بلد ترى أنه بحاجة إلى تعلم الديمقراطية، سواءً كان في جزر القمر، أو تنزانيا، أو العراق….
إن الثنائية التي تعتمل داخل الولايات المتحدة الأمريكية بين الديمقراطية والرأسمالية هي التي تبعث على التناقض الكبير بين المفاهيم المثالية والتطبيق، فبعد أن أنهت أمريكا صنع الديمقراطية على طريقتها في بلادها ها هي ذي تسعى وراء تعليم الديمقراطية، ونقل تجربتها في الديمقراطية إلى البلدان حول العالم، فهاهو الكوماندوس الأمريكي يحاول تعليم الديمقراطية للأفغان، وبعدما ينتهي وربما قبل ذلك سينتقل إلى العراق ليذيق الشعب العراقي طعم الديمقراطية المبرحة، بجيوشه وصواريخه ومدرعاته، وطائراته.
وللأسف فقد بدأنا نسمع الكثير من الآراء في قضية الديمقراطية والتي توافق على أن التغيير يجب أن يأتي من الخارج، ورحنا نسمع الكثير من الدراسات والقراءات لتجارب جاء التغيير فيها من الخارج، تبدأ من نابليون، ولا تنتهي في وقتنا الحاضر، على طريقة أنا رح علمك الديمقراطية يا حيوان، وما هيك بتكون الديمقراطية، أنا بفرجيك شلون، بتصير الديمقراطية رح لقمك ياها تلقيم.