ملوحيات: حيث توجد امتيازات لا توجد قيم...!!

عثرت على هذه الكلمة الصادقة في كتاب «الأدب الفرنسي الجديد» إصدار دار عويدات ـ بيروت 1963 في الصفحة 119، فأوحت لي هذا التعليق:

جعلت أتأملها وأستعرض مداها الواسع أولاً، ثم طبقتها على المجتمعات التي تسودها الامتيازات، فإذا القيم الإنسانية ليس لها وجود.

ولنبدأ بالقيم التي نادت بها الثورة الفرنسية وهي: الحرية ـ المساواة ـ الإخاء.

ولننظر هل يمكن تحقيق قيمة واحدة منها مادامت هنالك امتيازات لبعض فئات المجتمع على سائر الفئات أو على الأوضح في ظل نظام الطبقات السائد في الأنظمة الرأسمالية.

1. الحرية: لا يمكن وجود الحرية مادامت الطبقة الرأسمالية، ذات الامتيازات هي المسيطرة، إنها الحاكمة بأمرها تفرض سلطانها بالقوة وتستخدم الجيش والشرطة ورجال الأمن لبسط نفوذها على بقية الطبقات.

2. المساواة: لا يمكن قيام المساواة ما دامت هنالك طبقة ذات امتيازات تتحكم في ثروات البلاد وتمتلك المناجم والمعامل والأراضي وتستولي على منابع الثروة، وهناك عمال يعملون في المصانع بأجور محدودة، وفلاحون يزرعون الأرض لحساب أصحاب الأرض فيتلقى هؤلاء إنتاجها ويعطون الفلاحين شيئاً قليلاً من هذا الإنتاج.

3. الإخاء: لا يمكن قيام إخاء بين السيد والعبد، بين صاحب العمل والأجير، بين من يتمتع بالسلطة والنفوذ ويفرضها على غيره، وبين من ينفذ أوامر سادته.

وهكذا يتبين لنا أن القيم تغيب إذا حضرت الامتيازات، فإذا زالت الامتيازات وجدت القيم.

ولنطبق هذا المبدأ على شريعة حقوق الإنسان التي أقرتها الأمم المتحدة، نجدها تسقط في الوهدة التي سقطت فيها حقوق الإنسان في الثورة الفرنسية، ذلك لأن الأمم المتحدة حافظت على امتيازات الطبقات الحاكمة. وعندما تزول الامتيازات تبرز وتطبق فيها القيم الإنسانية في الحرية والمساواة والإخاء.

ما أكثر المجالات التي تفتحت من هذه الكلمة ذات الدلالة:

حيثما توجد امتيازات لا توجد قيم..

 

■ عبد المعين الملوحي