دردشات: اللهم أسألك..!
في نقاش حاد بين عدد من المثقفين في مقهى، حول أسباب هذا الصمت العربي المطبق إزاء جرائم سفاح العصر شارون، بحق الشعب العربي الفلسطيني الأعزل، وانتفاضته الباسلة الصامدة، ومن ثم تجاه تهديدات أمريكا .... بغزو العراق، التي هي من التنفيذ قاب قوسين أو أدنى ليكتمل برنامجها النفطي. إن هذين الحدثين هزا ضمائر شعوب كثيرة من بلدان العالم تعاطفت معهما بفعاليات احتجاجية ضخمة مميزة بدويها.. في حين كما يقال: «كل الجمال تعارك إلا جملنا بارك».
■ قال أحدهم بلسان عمر أبو ريشة:
رب وامعتصماه انطلقت
ملءَ أفواه السبايا اليتم
لامست أسماعهم لكنها
لم تلامس نخوة المعتصم
■ عقب آخر:
ودع القادة في أصدائها
تتفانى في خسيس...
■ تابع غيره:
لا يلام الذئب في عدوانه
إن يك الراعي عدو الغنم
■ أكمل رابع: أعتقد أن السبب الرئيس لهذا الصمت يعود إلى أن العديد من أصحاب القرار العربي، لهم صلات ـ من تحت لتحت ـ بإسرائيل وأمريكا.. وتابع آخر: قد يكون مرد هذا الصمت هو خشية بعض الحكام العرب من أن ترفع أمريكا حمايتها عن أنظمتهم من غضبة شعوبهم.. قال غيره: لعلهم ينتسبون سراً إلى الماسونية قرينة الصهيونية... قال الأخير: سورية بمواقفها الجريئة الإيجابية تجاه الحدثين بقيت وحدها في الميدان، واليد الواحدة لا تصفق، كما أن وردة واحدة لا تشكل ربيعاً...
■ ■ اقترب منهم شيخ جليل كان يتابع نقاشهم باهتمام. حياهم وجلس إلى جانبهم، وقال لهم: مساهمة مني في الحوار الدائر بينكم، أسوق لكم الطرفة التالية:
قيل لجحا:
إن جماعة من الرعاع وشذاذ الآفاق، عاثوا ويعيثون في الولاية الفسق والفجور والإرهاب، ويغتصبون النساء والرجال والأطفال قسراً. أجابهم:
■ ليس في مدينتنا. قالوا له:
■ بل في مدينتكم. أجابهم:
■ ليس في حينا. قالوا له:
■ بل في حيكم. أجابهم:
■ ليس في شارعنا. قالوا له:
■ بل في شارعكم. أجابهم:
■ ليس في بيتنا. قالوا له مؤكدين:
■ بل في بيتكم حصراً. أجابهم دون اكتراث:
وما علاقتي بالأمر إذا لم يكونوا قد اعتدوا علي بعد؟!!
لكن يبدو أن كل جحا عربي متخاذل، قد غاب عن ذهنه، بأن الشعوب العربية قد اتخذت من المقاومة الضارية، ضد أمريكا والصهيونية وكل السائرين في فلكها، خياراً وحيداً ولا بديل عنها حتى النصر..
■ عبدي يوسف عابد
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.