أسبوع الثقافة الكوبية في دمشق
أقامت السفارة الكوبية في سورية في الفترة بين 23 ـ 28 كانون الثاني 2006 أسبوعاً ثقافياً يهدف إلى إحداث نوع من التقارب بين الجمهور السوري والثقافة الكوبية وذلك من خلال: «اللون و الموسيقا والطعم وصورة الثورة والكلمات التي تمثل النتاج الأصلي لشعبها وثقافتها» و كانت فعاليات هذا الأسبوع كما يلي:
● حفل موسيقي شمل معظم أنواع الفنون الموسيقية لأمريكا اللاتينية مرفقا ًبدعوة لتذوق الأطباق والمشروبات الأكثر شهرة في كوبا.
● محاضرة عن تاريخ الأدب الكوبي.
● محاضرة عن الشاعر الثائر والبطل القومي خوسيه مارتي.
● معرض تصوير ضوئي بعنوان: «لحظات من الثورة الكوبية».
وقد قدم الشاعر والروائي أليكسيس دياس بيمينتا عرضاً موجزاً لتاريخ الأدب الكوبي انطلاقاً من كونه نتاجاً لأدباء وشعراء اسبان قدموا إلى الجزيرة، مروراً بأعمال الأدباء كوبيي المولد ـ إسبان الجذور،حتى أولئك المنتمين بشكل مطلق لكوبا والمناهضين للاحتلال الإسباني والمطالبين بالاستقلال وصولاً إلى القرن العشرين.
وعبر بيمينتا عن سعادته لوجوده في دمشق التي يعتبرها مرجعا ًهاماً وملهماً للمثقفين والكتاب، وبخاصة شعراء الزجل الكوبي لما تشتهر به سورية في هذا الجنس الأدبي. واعتبر مجرد الحضور إلى دمشق شرف عظيم، وإلقاء محاضرة عن الأدب الكوبي شرف مضاعف لأن بلدانا ًكثيرة تجهل هذا الأدب رغم مايربطها بكوبا من روابط ثقافية.
وقد حصر المشهد الأدبي كوبا بين القرنين الثامن عشر والعشرين، إذ لم يكن هناك ـ إن من حيث الكم أو النوع ـ قبل ذلك التاريخ مايمكن التحدث عنه.
أول بوادر الشعر كانت عبارة عن أشعار حماسية لجنود خاضوا معارك قاسية مع الهنود (السكان الأصليين)، وكانت (مرآة الأمل) أول رواية شعرية للروائي ديبل بوا الذي تحدث فيها عن مغامرة حماسية يخوضها أهالي بلدة لإنقاذ الكاهن المختطف من قبل قراصنة، ويظهر بطل القصة و المنقذ ليحرر الكاهن وهو العبد (الزنجي) المملوك لسيد أبيض.
وصيغت الرواية على شكل اشعار مطولة فكانت فاتحة الشعر النثري (الإسبان ماوراء البحار).
وبذا بدأ ظهور الشعراء الكوبيين الذين انسلخوا عن الإسبان وانطلقوا وراء الطبيعة الاستوائية فتغنوا بها شعراً ونثراً إنما بالأسلوبية الإسبانية ذاتها، ودرجت قصائدهم ـ بشغف على وصف المياه الزرقاء للمحيط الممتد بعيداً والأسماك بأنواعها والفواكه الاستوائية الغريبة وغير المعتادة.
ولم يولد المنتج الأدبي الكوبي الصرف حتى القرن التاسع عشر مع ظهور التيار الرومانسي ورواده مثل:
- (كورانييه) الذي يعد أبا الشعر الشعبي وغدا أسطورة في حياته ثم في مماته المجهول الوجهة والكيفية والزمن.
- و (بلاسيدو) الشاعر العبد القادم من أفريقيا والذي تغنى بالوطنية الكوبية فأعدمته السلطات الإسبانية.
- (دي كاساس) شاعر الغنائيات الحزينة والبكائيات والمحب للشرق، والذي توفي بطريقة كارثية عاكست أسلوب حياته، إذ يقال أنه ضحك ذات مرة طويلاً فلم يحتمل قلبه ذلك ومات.
من أشهر قصائده:
الطريق إلى دمشق
من بعيد يشع نهر الأردن بأمواجه الزرقاء
تعبر السهول الخضراء
من جبال لبنان العالية
حيث يعتز الأرز بنفسه
وخلال النهار الجميل نرى الزيتون
وفرس بشعر أبيض يمشي باعتزاز نحو دمشق
وبولس يرفع سهمه العالي
فيتابع الفرس طريقه
وفي القرن العشرين ازدهرت معظم الأجناس الأدبية فوصلت الرواية الكوبية إلى العالمية، وأصبح الشعر أكثر غنىً في حين ازدادت شعبية القصة القصيرة.