ماذا تقول يا صاحبي؟ ـ ناظم التوتر ـ

■  لقد مر وقت طويل على آخر مرة حدثتني فيها عن صديقك «أبو الحزم»، ألم تعد تراه وتتحدث معه؟

- بلى مازلت أراه باستمرار وأتحدث معه كلما التقينا.

■ أما زال ناري المزاج، يقذف حممه في وجه من يتباين معه في طرحه، أو يعارض تقييماته. أم أنه سمح لأعصابه أن تهدأ قليلاً، وخفف بعضاً من توترها، ولاسيما أن «الشتاء» بدأ يشيع في أوصال الناس قشعريرة برده الشديدة؟!

- قبل أن أدلي بإجاباتي عن أسئلتك هذه، دعني أذكرك بقول للأستاذ إدوار حشوة في حديث له مع مجلة أبيض وأسود، والقول بالحرف: إننا نقدر صعوبة العمل الصحفي حين لايكون الهامش المتاح كافياً، لأن خطأً واحداً في الأداء الصحفي يخرج عن الخطوط الحمر، أو يتجاوز السقوف التي حددها النظام، قد يأخذ الترخيص ويبعثر الكتاب والعاملين، والمال الذي أنفق لتأسيس مجلة.

■ هذا شيء معروف وأمر مفهوم وكثيرون يدركون صعوبة العمل الصحفي، فهو أشبه بمن يتحرك بين حبات المطر المتساقطة محاولاً ألا يصيبه البلل.

- تماماً وانطلاقاً من هذا الإدراك والمفهوم سأسرد بعض العبارات، بل أهمها، لأن حمم صديقي أبي الحزم مازالت عنيفة الوقع شديدة التأثير و الحرق. وسأحاول جاهداً تعريضها لناظم التوتر والانفعال والإثارة، أي لهدوء العقل واتزانه، «وفهمكم كفاية» والمهم المهم هو صحة المضمون ودقة الجوهر، لاديكور الشكل ولاهياج الأداة والوسيلة، وسأكتفي بذكر التالي:

• الوطن لكل أبنائه.

• الاستئثار لم يكن ولن يكون إلا مطباً خطراً يدفع الكل ثمنه.

•كرامة المواطن هي حجر الزاوية في كرامة الوطن.

• الجدران  ستصمد إذا ارتكزت إلى أساسات متينة.

• الفاسدون المفسدون هم الأعداء الألداء للإصلاح.

• الوطنية ماعنت ولن تعني إلغاء الآخرين أو صهرهم.

• الكلام الجميل يؤكد جماله تجسيده في الواقع الملموس وإلا سيبقى كلاماً «مجملاً».

• حصاد الزرع خير وأقاح وحصاد الشوك جراح.

• هناك فروق واضحة بين الاستناد إلى الشعب وبين استخدامه كأداة.

• الأوضاع تتطلب العمل وبكل صدق وإخلاص وجدية لمجابهة الخطر الداهم، ولامتسع في الوقت لهدره. فماذا نفعل على أرض الواقع؟

• فاقد الشيء لايعطيه.

• اليسار وبخاصة كثيراً من قياداته ساهم فيما وصلت إليه الأوضاع الراهنة.

• الشفافية أبعد ماتكون عن التشفي والتجني.

• من نهب وأفسد وأهدر وقهر لن يقلع عن غيه وفساده  إلا بمحاسبته.

• ألم يقل الشاعر:

وسوى الروم خلف ظهرك روم

فعلى أي جانبيك تميل؟

• ويبقى شعارنا المدوي:

بالروح بالدم نفديك ياوطن!!

فماذا تقول يا صاحبي؟!!

 

■ محمد علي طه