الرفيق كمال مراد إلى اللقاء ...

ليس أقسى من وقع خبر الموت

على الروح

ليس أقسى من وقع خبر المو ت

يأسر الروح في شحوب مر

كخريف طويل طويل

يعبر أنين الطيور المهاجرة

يعانق وريقاته المتساقطة

من أعالي الحنين

ويجره الريح كجثة هامدة

صوب الحرائق !!

فكيف يكون وقع البرق على الروح، إذا كان الميت صديقا، ومبدعا، وشيوعيا حقيقيا من طراز الرفيق أبي مفيد - كمال مراد - الذي غاب في غفلة من جبل قاسيون، في غفلة من ياسمين دمشق، دون تلويحة وداع، أو ابتسامة عابرة ! كانت تربطني به علاقة متينة -رغم أن لقاءاتنا كانت معدودة- علاقة رؤية، وكلمات صادقة، و(حلم بهي) لم يشوبها ارتداد، وتراجع رفاق السوء عن تحقيق هذا الحلم الذي ظل يراوده حتى الزفرة الأخيرة (وحدة الشيوعيين السوريين) الرفاق الذين أغوتهم الكراسي الوثيرة، وأعمتهم البصر والبصيرة، ولا قساوة هذا الزمن الضبابي، الذي اختلطت فيه المعايير، والرؤى، ورجحت كفة الأشرار ! وجمعتنا الحالة الجديدة آنذاك (قاسيون) التي جسدت الكثير من طموحاتنا وطنيا، وطبقيا!! كانت تشدني كتاباته -فأغوص في أعماقها، وأتنقل بين سطورها- للجرأة التي تميزت بها في طرح المواضيع السجالية، سواء الفكرية أم التنظيمية، من خلال زاوية (تصبحون على وطن) هاجسه مد جسور التواصل مع الآخر للوصول إلى قواسم مشتركة، وإيجاد السبل الناجعة للخروج من النفق المعتم، الذي نتج عنه اليأس، والإحباط، والجمود الفكري لدى أغلبية القواعد الحزبية، بالاضافة الى القضايا الوطنية التي تمس كرامة الوطن والمواطن، وتسليط الضوء على مكامن الخلل أينما كان مثل: الفساد، والإصلاح، والموقف من الجبهة الوطنية التقدمية، والانتخابات البرلمانية، والصحافة، ومن اقتصاد السوق أخيرا و..الخ

أتذكر في آخر مرة التقيت خلالها أبا مفيد في مكتبه – مع الصديق الشاعر إبراهيم اليوسف – ناقشناه مطولا في فكرة، جاءت في إحدى مقالاته، فأوضح لنا بأنه لم يكن يعني ما قرأناه..! وناقشناه سوية حول ضرورة الكتابة بدقة في الشأن العراقي عامة، والكردي خاصة نظرا لحساسية الموقف، وأبعاده، فأبدى تفهمه للموضوع برحابة صدر ... ! هكذا عرفت الرفيق كما ل مراد

لن أقول لك وداعا أيها الماركسي

بل الى اللقاء في العدد القادم من جريدة (قاسيون) في زاوية (تصبحون على وطن) !!!!؟

 

■ أحمد حيدر