وصايا تاريخية

أولاً: وصية منكوخان (منكوقان) إلى أخيه هولاكو

لما سلمه قيادة الجيش الذي أرسله لفتح الغرب «إنك الآن على رأس جيش كبير وقوات لا حصر لها فينبغي أن تسير من توران إلى إيران مظفراً وأعلن باسمك إلى الشمس الساطعة وحافظ على تقاليد جنكيز خان وقوانينه في الكليات والجزئيات وخص كل من يطيع أوامرك ويجتنب نواهيك ـ في الرقعة الممتدة من جيحون حتى أقاصي بلاد مصر بلطفك وبأنواع عطفك وإنعامك أما من يعصيك فأغرقه في الذلة والمهانة مع نسائه وأبنائه وأقاربه وكل من يتعلق به وأبداً بإقليم قوه ستان في خراسان فخرب القلاع والحصون واجعل كردكوه وقلعه لنْبَه سر بحيث يكون رأسهما إلى أسفل وجسداهما إلى أعلى ولا تبق في الدنيا قلعة قط إلا كومة واحدة من التراب فإذا فرغت من هذه المهمة فتوجه إلى العراق وأزل من طريقك اللور والأكراد الذين يقطعون الطرق على سالكيها، وإذا بادر خليفة بغداد بتقديم فروض الطاعة فلا تتعرض له مطلقاً، أما إذا تكبر وعصى فألحقه بالآخرين من الهالكين، كذلك يجب أن تجعل رائدك في جميع الأمور العقل الحكيم والرأي السديد، وأن تكون في جميع الأحوال يقظاً عاقلاً، وأن تخفف على الرعية التكاليف والمؤن وأن ترفه عنهم.

وأما الولايات الخربة فعليك أن تعيد تعميرها في الحال وثق أنك بقوة الله العظيم سوف تفتح ممالك الأعداء حتى يصير لنا فيها مصايف ومشاتي عديدة وشاور دوقوز خاتون في جميع القضايا والشؤون».

ثانياً: وصية جورج دبليو بوش الأب إلى ابنه وولي عهده هولاكو جورج بوش جونيور

(الناطق باسم أصحاب المليارات في أمريكا والعالم الحر ورئيس المخابرات الأمريكية الأسبق وراعي مهربي الحشيش من كولومبيا وأفغانستان والذي نكل بحلفائه القدامى وشركائه في تهريب الحشيش وزجهم في سجون الولايات المتحدة وغوانتانامو حيث اختفت آثارهم) الذي أوكل إليه مهمة الاستيلاء على العالم:

إنك الآن سيد أكبر قوة في العالم بعد أن مهدنا لك الطريق فسر على بركة رب الأرباب (المال) الذي لا نعبد أحداً سواه، وأعلن باسمك النصر أمام شمسه الساطعة وحافظ على تقاليده في الكليات والجزئيات (من يملك مثلنا ومن يسير في ركابنا فهو حليف لنا) وخص كل من يطع أوامرك ويجتنب نواهيك في الرقعة الممتدة من مزرعتنا في تكساس شرقاً إلى مزرعتنا في تكساس غرباً حيث يجتمع عباد الرب الأوحد لاتخاذ الخطوات اللازمة لإرشادك وتوجيهك (فيما بيني وبينك فأنا أعرفك جيداً، فأنت لست على هذا القدر من الذكاء اللازم لإرشادك وتوجيهك لتنفيذ ما يطلب منك).

خص هؤلاء الأجراء وما أكثرهم بلطفك وبأنواع عطفك وأنعامك وأعط كلاً منهم على مقدار خدماته وخاطب كل واحد منهم على قدر عقله فقل لهذا أنك الضامن الوحيد لبقائه حاكماً على قطيعه وللآخر أنك ستعينه أميراً للمؤمنين وللثالث أنك ستجعل منه ملكاً وللرابع بأنك ستحافظ على ثرواته وما سرقه من شعبه ووضعه في مصارفنا... وأكثر من الوعود الكاذبة قدر ما تستطيع (بيني وبينك سيأتي يوم نشلحهم فيه ونضعهم على الحديدة... صبي حمام...).

أما من يعصيك فأغرقه في الذلة والمهانة مع نسائه وأبنائه وأقاربه وكل من يتعلق به وستكون مهمتك سهلة جداً فقد خلصناك من العقد الصعبة بعد أن فرطنا الاتحاد السوفيتي ودسسنا في صفوف قادته من خدعوا شعوبه باسم الديمقراطية والحرية والانفتاح وبقية الأكاذيب التي برعنا في تسويقها فقاموا بواجبهم على أكل وجه.

وابدأ بأفغانستان وتخلص من الدمى التي أتينا بها بعد أن دربناها في معسكرات المجاهدين في منى قرب مكة والتي لم نعد بحاجة لها للجهاد بعد أن أصبحنا في قلب آسيا في قرغيزيا وتركمانستان وثن بعراقستان فخربها بحيث لن تقوم لها قائمة بعد الآن.

فإذا فرغت من هذه المهمة فافعل ما بدا لك وارسم الخرائط على كيفك ولا يهمنك أمر حلفائنا السابقين فقد أخذنا منهم كل ما نريد... دعهم محتارين يفركون أيديهم متسائلين بحيرة: (والله خدمنا الولايات المتحدة خدمة العبيد ووهبناها كل ما تريد فلماذا تعاملنا معاملة الأسياد للعبيد...). أنت تعرف أننا نريد إذلال الشعوب ودفعها إلى اليأس والقنوط. أما الحكام فهم... بحكم تكوينهم وطبائعهم... من يهن يسهل الهوان عليه... ومن أخذته العزة بالإثم وتكبر وعصى فألحقه بالآخرين من الهالكين (وما عندنا ذقن ممشطة فكلهم في الهوا سوا).

ويجب أن تجعل رائدك في جميع الأمور العقل الحكيم والرأي السديد وأن تكون في جميع الأحوال يقظاً عاقلاً وأن تخفف على الرعية التكاليف والمؤن وأن ترفه عنهم فنحن بحاجة إليهم لإعادة التعمير فنحن ما خربنا إلا لنعيد التعمير وشاور البومة كوندوليزا خاتون في جميع القضايا والشؤون، فماذا يهمنا ويهمها إذا خسرت الولايات المتحدة كلها وكسبت عداوة العالم وكراهيته إذا ما ربحنا نحن؟!

 

■ أ. زهير ناجي