النظافة.. ومحرك الثقافة والوعي!!
يا ترى، أيحق لنا أن نتساءل، هل لدينا أزمة وعي وثقافة؟
وهل الأزمة مقتصرة على العامة، أم أنها توسعت لتكون أزمة مثقفين؟ أزمة خاصة! بما تحمل الكلمة من معنى.
لدينا أزمة وعي بالنظافة، فشوارعنا ابتليت بأشخاص لايحترمونها، يلقون فيها كل شيء بأيديهم، دون أي شعور بالمسؤولية ، يستوي في ذلك العامل والجاهل والغني والمثقف.
ولدينا أزمة وعي في جامعاتنا، فالطلاب والطالبات من يفترض أن يكونوا أمل الأمة ومستقبلها، هم في معظمهم مشغولون عن مهمتهم، بل هم في واد آخر، والأساتذة ليسوا بأحسن حالاً، فإن كان من أصحاب الدال (د) وضع نفسه في برج عاجي وانعزل عن طلابه، هذا إن كان كفؤاً أصلاً ليكون في مكانه ذاك، ثم النزاع بين المدرسين على تدريس المواد وتأليف الكتب وغير ذلك.
ولدينا أزمة وعي بين علماء الدين، فمن خلافات ونزاعات بين بعضهم، إلى تسييس البعض الآخر، إلى رفض غيرهم، إلى إلى.. . . . ..
ولدينا أزمة وعي في كل الدوائر الحكومية، وإن العين لتدمع حيث لاترى موظفاً يظهر غيرته وحبه للوطن وتفانيه في خدمته والعمل على بنائه إلا بالكلمات الطنانة دون تفعيل!
ولكن المشكلة التي تعرض نفسها بقوة، هي محرك الوعي والثقافة، بمعنى ماهي الهالة التي ستبث الثقافة في تلك الأوساط، ما ماهيتها وما كنهها، أهي شخص أم عالم أم ملهم، بل لعلها منظمة أو جمعية، من سيبدأ بشغل دور المصلح، أم لعل هذا المصلح مفقودـ وإلى أجل غير مسمى!
فكر معي: حين ترى عشرة شبان يتناطحون ويتطاولون ليركبوا باصاً، علماَ أن الباص فيه اثنا عشر كرسياً، من لهؤلاء حتى يفهموا أنهم إن وقفوا بانتظام وبهدوء فسيركبون جميعهم وسيزيد كرسيان إضافيان.
فكر معي، حين ترى رجلاً له هيئة محترمة، تظنه واعياً، ثم تراه يرمي من شباك السيارة كيساً أو ورقة أو غيرها، ولا يبالي، من لهذا حتى يفهم أنه إذا لم يرم هو، ولم يرم غيره، مع بعض جهود عمال النظافة ستصبح مدينتنا نظيفة جميلة.. فكر معي، حين ترى الشاب في الجامعة، جل همه أن يواعد فتاة، والفتاة كل همها ما تتجمل به، وما تلبسه، من لهؤلاء حتى يعلموا أن أمثالهم في اليابان والصين، يقدمون للحضارة كل يوم جديداً ومخترعاً.
إن كان التلفاز لايحمل هم الأمة، وكان العلماء لايحملون هم الأمة، ولا المدرسون ولا الطلاب فمن للأمة من هو محرك الوعي والثقافة، فكروا معي.