وليد قارصلي .......... وداعا
"لا تنم في طريق النصر" تلك كانت آخر الكلمات التي أرسلها وليد قارصلي.. شيء يشبه الحلم هذا الرجل، الذي قلب المستحيل إلى فعل إبداع وحولت الأصابع الباقية من جسد حطمته بركة السباحة في موسكو في عام 1972 العجز شبه الكامل إلى كل ما يخطر على البال من الرسم التشكيلي والتأليف الموسيقي وكتابة المسرحيات والقصص وحتى أفلام الكرتون.
وليد قارصلي الذي كان لا يبرح سريره إلا للضرورة القصوى، يجول بك العالم من خلال فنه وإبداعه الذي لا ينضب، أحب الحياة مع أنها حرمته جسده، أحب الناس وكان البلسم والأخ للجميع، رغم أنه كان رهين المحبسين كالمعري.. سنفتقد أمثال وليد قارصلي الذي ظل يؤمن دائما بالإنسان وبالحرية والعدالة والحب، كل الكلمات لا يمكن أن تفي هذا المبدع حقه، ولكن تلك هي الحياة.. قطار لا بد من أن يترجل منه أحدنا في محطة ما..
في إحدى رسائله قبل عدة أشهر كتب وليد قارصلي الأبيات التالية:
أغنية الاعتزال
كان لي هواية بالسحر
أفتل مدينة بالفضا
أربط عريشة بالقمر
أرجع من الشمسة صدى
لكن كبر في العمر
صار الفشل عندي رضا
* * * *
أنا من زمان بيعن عبالي أعتزل
مافي حدا بيهمو أمري - أصطفل
قسمة ونصيب ، قالوا، الدنيي - مافي كلام
صار لي كذا سنة بتعب - صار بدي نام
لكنها والله مو عيشة - متل السراب
لاقولي حل بينقبل - بدي جواب
أي من زمان بيعن عبالي أعتزل...