دراما 2009: ملاحظات أولية.. وتعقيبات مشاهد
لدراما شهر رمضان هذا العام نكهة خاصة وتنوع غني جعلها تمتد لتتسع للكثير من المواضيع التي تخللها ما هو جديد تماماً على ما تناولته المسلسلات السورية في مواسم سابقة، بالرغم من خروج الكثير من شركات الإنتاج من سباق رمضان 2009 نتيجة لانحسار التمويل وتجاذبات الأزمة الاقتصادية العالمية التي طالت الصناعة الدرامية، وضربت عصبها.
بطبيعة الحال، أسبوع المشاهدة الأول لا يتيح إلا تقديم ملاحظات عامة، أكثر منها ملاحظات صميمية، لكن أهمية تسجيل هذه الملحوظات تأتي من كونها ستوفر أرضية لاحقة لمشهد هذا الموسم التلفزيوني بامتياز.
الحلقات الأولى من مسلسل «سحابة صيف» حملت نوعاً من التشتت والضياع في الخطوط الدرامية، مما أدى لغموض في الملامح العامة رغم أن مناخ العمل ذو خصوصية، ربما هي مشكلة التجربة الأولى في الكتابة الدرامية!!
كذلك الحال مع مسلسل «قلوب صغيرة» الذي يطرح قضايا شديدة الحساسية تخص تشرد وعمالة الأطفال، ومكمن الإشكال في النص نفسه، ذلك أن الإصرار على تقديم حكايات أطفال الشوارع جعل المسلسل منتمياً إلى اللوحات أو الاسكتشات أكثر من انتمائه إلى المسلسل الدرامي.
من جهة أخرى يأتي «سفر الحجارة» لهاني السعدي مخيباً للآمال، حيث تبدو قضية العرب المركزية ضرباً من ضروب فنتازيا الواقع التي اشتهرت بها أعمال هذا الكاتب: المخدرات والإيدز، بعد اشتهاره في الفانتازيا التاريخية، هكذا تمت فنطزة حكاية الانتفاضة الفلسطينية!!
إذا كانت شرائح المجتمع السوري، المتمثلة في مجموعة من الفتيات في مسلسل «صبايا»، سوف تلتقي في قصر منيف كالذي تلتقي فيه شخصيات العمل، فإن المجتمع بألف خير، والأمور على ما يرام، لكن هذا لا يعني، بحال من الأحوال، أن يتحول «قاع المدينة»/ العشوائيات، رغم أنه فضاء حياة السواد الأعظم من الشعب، إلى حيز للكائنات المتوحشة، فالمشكلة بالأساس ليست في أهل القاع بمقدار ما هي في من أسكنهم هذا الجحيم، كما أن الخلل البنيوي إنما يكمن في التفكير العشوائي، وفي طريقة الحياة العشوائية التي قادت إليها سياسات اقتصادية عشوائية.
وللحديث تتمة.. رمضانكم كريم..