«مبهورون بالباهت» .. صراخ في أزمنة وفضاءات الصمت..
سفر بين الفرح والحزن والبكاء والضحك والسعادة والألم.. وبين الصدق والصراحة والخوف.. لكل شيء نقيض فج للسائد تترصده العين والكلمات المرهفة.. من عقوق الأهل للأولاد إلى فساد البويضة وقبلة اليد وإخفاض جناح الذل.. من الأصفر الذي يمتد بين الأفق والأفق إلى موت النفس ووجع الضمير.. يمتلئ (باهت) وفيق أسعد (باهتنا) بما لم يقل من قبل إلا على حياء..
(مبهورون بالباهت).. كلمات مدوية سماها وفيق أسعد قصصاً... وأسميها ديوان شعر إن جاز لي التوصيف وتغيير التسميات.. وأقول إنه من قلب الماغوطيات وصميم أدونيس وعمق الأخطل ووجع حنظلة، كتب وفيق أسعد شجون المتعبين الهامشيين دون زيف أو مواربة أو إذعان لقضاء المجتمع والحكام وقدرهما.
يأخذنا الباهت المبهر من سراديب السماء السرمدية إلى لذة الجسد وعنفوان الروح.. من عدم التلفت للوراء إلى شكر من يقتلنا.. إلى الوطن المشاع الذي أصبح وكراً للجرذان والصراصير.. إلى خرس ديكة الصباحات وانفجار صراخ الأطفال المشوهين والنساء العاقرات...
وفيق أسعد، عانق الله وعاتبه: لماذا لا يكون العقاب آنياً؟؟ آه لو قطعت يد السارق فوراً وشلت يمين الجلادين في السجون وخصي كل زناة الليل والنهار.
يا رب! لماذا كل شيء مؤجل؟؟ لماذا تعذبنا بطول الأمد والصبر والجلد على زناة الوطن ولصوص الشعب يا رب؟!
كيف ترضى أن يتجاور القصر القارة مع الكوخ (الحقير)؟ وكيف ترضى أن يمشي حاف عار بجانب سيارة مسؤول لا يعرف سعر ليتر البنزين بكم؟؟ ولا يعرف تسعيرة الخبز والمازوت بكم؟؟... لماذا لا يكون عقابك آنياً؟؟
وفيق أسعد عشق جسد المرأة كبدوي يثأر، التهمها حتى النخاع دون أن يهز الفنجان... النسور عنده تعيش في أعالي الجبال أما الجرذان فتموت في جحورها.
كتب الإمام علي كرم الله وجهه: يأتي على الناس زمان لا يقرب فيه إلا الواشي ولا يظرف فيه إلا الفاجر ولا يضعف فيه إلا المنصف، ولا أستغرب ولا أتعجب في توافق هذا القول مع واقع اليوم.
إنه عبقري ليس له قطع غيار.
وفيق أسعد، نسج من ضعف الإنسان المقهور قوة الحياة والبقاء، وكأنه يقول أنا أراك يا رب بالظلمة لأنك تحيطني بالنور.. ثم يدخل مناطق الصدمة.
وفيق أسعد يسأل: ما قيمة الحياة إذ يعيش الإنسان دون فرصة لعناق امرأة!!
إنه يملك الجرأة ليكتب.. فهل لديك الجرأة لتقرأ؟..