2007.. العالم يحتفل بمبدع «مائة عام من العزلة»

سيكون هذا العام 2007 عاماً احتفالياً بالنسبة للأديب الكولومبي العالمي غابرييل غارسيا ماركيز، حيث سيحتفل ومعه الأوساط الأدبية وجميع قرائه ومحبيه في أرجاء العالم بالذكرى الخامسة والأربعين لصدور أجمل رواياته وإحدى أهم الروايات في تاريخ الرواية العالمية «مائة عام من العزلة» التي أبصرت النور عام 1967. وهذه الرواية وفق أغلبية النقاد هي تحفة أدبية بكل ما في الكلمة من معنى، استطاعت أن تفتح آفاقاً جديدة في معنى وجوهر وشكل وبنية الرواية الحديثة، وأن تكرس حضور الواقعية السحرية فيها كأحد أبرز أساليب السرد الروائي.

كما سيحتفل «ماركيز» هذا العام أيضاً بمرور ربع قرن على تسلمه جائزة نوبل للآداب، إذ كان قد حصل على الجائزة – الحلم عام 1982 وهو في سن صغيرة نسبياً، مما أثار حينها الكثير من الجدل حول شخصيته وتوجهاته والاعتبارات التي دفعت بلجنة توزيع الجوائز لتفضيله على عدد من المرشحين المخضرمين الذين كانوا يتنافسون للفوز بالجائزة.
في الوقت ذاته ستنهي الاحتفالية أكثر من ثلاثين عاما من القطيعة التامة والعداء المضمر بين ماركيز والأديب الناقد «بارجاس يوسا» حيث سيقوم الأخير بكتابة مقدمة للطبعة الخاصة لرواية مائة عام من العزلة التي تصدرها أكاديمية اللغة الإسبانية في مؤتمرها الذي سيعقد في آذار القادم حيث ستكرم فيه ماركيز بمناسبة بلوغه سن الثمانين. جدير بالذكر أن «يوسا» كان قد نشر كتاب قبل المشاجرة التي وقعت بينه وبين ماركيز في 1976 تناول فيه هذه الرواية بتحليل منهجي عميق، وبدا في النتيجة شديد التأثر والإعجاب بها، لكن الخلاف الذي نشب لاحقاً بين الأديبين والذي يعتقد أن سببه هو موضوع الثورة الكوبية، حيث أن «يوسا» كان من ألد أعدائها ومعارضيها، بينما كان ماركيز وما يزال من أشد مؤيديها، هذا الخلاف أدى إلى جفاء وعداء استمر أكثر من ثلاثة عقود، ومنع أي شكل من أشكال التعاون بينهما..
و«غابرييل غارسيا ماركيز» هو من مواليد العام 1927 بمدينة أراكاتاكا في كولومبيا، وعاش حياة بسيطة وتأثر كثيرا بثقافة السكان الأصليين للقارة الأمريكية، وحفظ أساطيرهم وحكاياتهم في سن مبكرة، كما اطلع على جزء كبير من نتاج الشرق الأدبي عموماً والأدب العربي تحديداً، وخصوصاً «ألف ليلة وليلة»، وظهر انعكاس ذلك في رواياته وقصصه أكثر من مرة، كذلك شهد وعاصر أكثر من حرب أهلية في بلده وفي القارة الأمريكية، وحضرت تداعيات انعدام الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والسياسي في شخصيات معظم أعماله..
من أشهر رواياته بالإضافة إلى «مائة عام من العزلة»: «الحب في زمن الكوليرا»، «قصة موت معلن»، «خريف البطريرك»، «الحب وشياطين أخرى» وغيرها.. كما كتب العديد من القصص القصيرة والمقالات المتنوعة.                     

آخر تعديل على السبت, 01 تشرين1/أكتوير 2016 14:59