الصهيونية.. والإعلام العربي.. وضياع الهوية
تمتلك المنظمات الماسونية الصهيونية العالمية العدد الأكبر من دور النشر ومحطات الإذاعة والتلفزيون وآلاف الصحف في شتى أنحاء العالم، وتسخرها كلها لخدمة الكيان الصهيوني وغايات أصحاب رؤوس الأموال ومراميهم وأطماعهم، وسعت وتسعى بكل ما تملك من مال وسطوة للسيطرة على وسائل الإعلام العربية باعتبارها الخط الأول للوصول إلى قلوب الجماهير بسرعة، وحققت في ذلك نجاحات واختراقات كبيرة.
إن ما تبثه المحطات الفضائية اليوم، لعب ويلعب دوراً كبيراً في إفساد الذوق العام وانقلاب الشباب العربي على ثقافته ووطنيته وانتمائه، سواء بعرض وترويج أفلام الجريمة والجنس والانحلال، أو عبر تمويل وتسويق الأغاني الهابطة والفيديو كليب المشوه، أو من خلال تسليط الضوء على قضايا محددة واحتكار الخبر والحدث وإعادة إنتاجه وتقديمه بما يخدم أغراضاً مشبوهة..
كل ذلك يقدم ويبرر بحجج مختلفة، فتارة بغرض التعريف بثقافة الآخر، وتارة بحجة الشفافية، وأخيراً تحت ستار الانفتاح وحوار الحضارات..
إن العولمة بأشكالها وأدواتها المشوهة التي دخلت بلادنا بلا إذن أو دستور رغماً عن أنوفنا وسيطرت على عقول وقلوب شبابنا فأصبحوا قساة وغير مبالين بالقضايا العامة ومصائر أوطانهم، أصبح لها انعكاسات خطيرة في كل المجالات وبات من الضروري الانتباه إلى نتائجها والبحث عن حلول إسعافية للتصدي لها.
إنه لمن الخطر الشديد أن يمسي معظم شباننا غير مهتمين بمشاهد القتل اليومي في فلسطين والعراق التي يرتكبها الصهاينة والأمريكان، وبالمقابل وفي الوقت ذاته الإدمان على مناظر القتل (الهوليودية) والانجذاب إلى الاغتصاب والجنس والسادية والماسوشية وغيرها من مناظر الدعارة والرذيلة التي تعتمدها الماسونية العالمية والصهيونية للسيطرة على عقول شبابنا. وللأسف الشديد فإننا نعلم علم اليقين أن بعض هذه المحطات يديرها ويمولها أثرياء عرب بأموالهم التي تفوح منها رائحة النفط، وهؤلاء لا هم لهم سوى جمع المال ولعب القمار في علب ليل أوربا، وإحياء الليالي الحمراء العامرة مع مراهقات من كافة الأجناس والأعراق..
إن مواجهة هذه الهجمة الشرسة لسلبنا هويتنا وثقافتنا تتطلب بالدرجة الأولى انفتاح الحكام العرب على شعوبهم، وتلبية مطالبهم الاجتماعية- الاقتصادية والسياسية والثقافية، وتفعيل دور المؤسسات المجتمعية، والمبادرة بإنجاز خطة عمل استراتيجية وطنية شاملة لمواجهة التحديات على اختلاف أنواعها، وإلا فإننا مقدمون على كارثة كبرى، ربما لن تقوم لنا قائمة بعدها..