لقمان ديركي لقمان ديركي

صفربالسلوك نوروز الأكراد

في كل دول العالم يتراكض المسؤولون والسكان لتحسين صورة بلادهم بشتى الوسائل، وغالباً ما تدعم الدول المتقدمة الظواهر البهيجة في بلادها من مهرجانات وكرنفالات، إلا في بلادنا، فالحديث والاجتماع أهم من العمل، وكم يتحدثون عن السياحة، وكم يتحدثون عن تحسين صورة سورية، وكم يعملون ضدها.

ومن المهرجانات الضخمة في سورية هناك عيد النوروز الذي يحتفل به الأكراد كل 21 آذار من العام، وهو رأس السنة الكردية، وتعني ترجمته «اليوم الجديد»، ونوروز هو المتنفس للفن الكردي في سورية، تماماً كالأعراس الكردية.

ففي نوروز يقرأ الشعراء أشعارهم... ويقدم الراقصون إبداعاتهم وإبداعات أسلافهم، ويصعد الممثلون ليقدموا المسرحيات على خشبات مسارح نوروز، ويأتي الموسيقيون بآلاتهم، والمطربون بأصواتهم كي يشاركوا في الاحتفال في مناطق الجزيرة وكوباني وعفرين وحلب ودمشق، ولكل نوروز قصة، ففي الجزيرة مثلاً تمضي الأمهات باكراً وتُنصب الخيام ويبدأن بالطبخ، ثم يأتي باقي الأولاد بعد الساعة التاسعة، ويأتي الضيوف مع الكبار في الحادية عشرة تقريباً، ويبدؤون الاحتفال، كل عائلة لديها عازف بزق مبتدئ أو محترف لا يهم، المهم أن يرقصوا، فالشعب الكردي من عشاق الرقص والموسيقا، والأغنية الكردية هي تاريخ الشعب الكردي الذي لم يحظ بالكثير من المدونات، ولكنه حظي بالكثير من الموسيقا والأغاني، شعب كتب تاريخه بالموسيقا.. فهل من سمّيعة؟!!

في سورية بقي نوروز موجوداً ومسموحاً به رغم الكثير من المنغصات، ولكن في تركيا كان ممنوعاً إلى فترة قريبة، وفي فترات منعه في تركيا كنا نحتفل قريباً من الحدود في بلدتي الموقرة الدرباسية، وكان الأكراد في تركيا على الطرف الآخر من الحدود يعبرون عن مشاركتهم لنا الاحتفال بإرسال انعكاسات أشعة الشمس عبر المرايا كطريقة وحيدة خفية، وكنا ليلة نوروز نشعل النار على المرتفعات كتقليد من تقاليد الحرية التي بدأ بها قبل حوالي ألفين وسبعمئة عام «كاوا» الحداد في ثورته على العبودية التي قام بها الشعب الآري «كرد وفرس وبشتون ..إلخ» على الشاه أزدهاك الظالم، ومن يومها وهو عيد الفقراء ورأس سنتهم، وكما يحتفل الآن الأتراك مع إخوتهم الأكراد بعيدهم، وكما يحتفل الكرد والفرس معاً بنوروزهم، أتمنى أن أرى في بلدي الشعب السوري كله يشارك في هذا الاحتفال، كي يبتهج السوريون جميعاً مع أبناء وطنهم من الكرد بهذا الكرنفال، وكي تفخر الحكومة السورية بهذا العرض الجماهيري الفذ أمام باقي الأمم..

فالنوروز من هويات هذا الوطن، والأكراد من أبناء هذا الوطن، فلماذا لا يفخر الوطن بهم؟؟ ولماذا لا تكون أيام الأكراد كلها نوروزاً؟؟ فنجد الأغنية الكردية في التلفزيون السوري وفي الإذاعات السورية كي يستمتع بفرادتها الشعب السوري كله، لماذا نحرم السوريين من فنهم؟ لماذا لا تتحول أيام السوريين كلها إلى نوروز؟!!!!

آخر تعديل على الجمعة, 11 تشرين2/نوفمبر 2016 14:18