ربّما! تعهّدات عامة لكتابة السّيناريو
ينحو بعض كتاب الدراما التلفزيونية، في ظل ضغط الطلب على الأعمال السورية، للتحول إلى مقاولين، فقد بات معروفاً أن يدعو كاتب معروف، أو (بيّاع) بلغة الوسط الفني، مجموعةً من الكتاب الشباب، ويعطيهم أفكاره ضمن مخطّط كي ينفذونها، ريثما يقوم هذا المايسترو بترتيب ورشةٍ أخرى.
على العموم يسعد أولئك الشباب بهذه الفرصة، فثمة مال آت، وإن كان بخسا.. لا يهم، وثمة مكسب آخر للتدرب على فنيات كتابة هذا اللون. لكن أعضاء الورشة يتفاجؤون بالمايسترو الذي يغالي في لومهم لالتزامهم الحرفي بما طلب، وعدم اجتهادهم في فتح مخيلاتهم، وكأنه يقول، دون أن يقول: (ألفوا مسلسلي أفضل منّي)، فيعودون مجدداً للشغل على مشاهد، لا تحتاج إلى أكثر من تحرير بسيط،قد لا يتعدى تبديل أرقام المشاهد على شاشة الكمبيوتر.
وفيما يعد (الكتاب الأشباح) قروشهم الزهيدة، يكون الكاتب ـ المقاول على إحدى الشاشات يتحدث عن معاناته البالغة في رسم الشخصيات ومصائرها.
هذه الورشات لا تخلو من ألاعيب غير أخلاقية، كأن تعد مجموعة، وحين تنجز جزءاً من العمل، يتمّ التوقف الفجائي، بحجّة عدم التّوصل إلى اتفاق مع الجهة المنتجة، وبعد فترة يتم إعداد ورشة أخرى، من حالمين آخرين لإتمام العمل ذاته، ليُطلب منها التوقف لنفس الذريعة، ويتتالى إعداد الورشات، وحلها، حتى يكتمل العمل تماما، ودون دفع قرش واحد. وهي فرصة للطلوع على ظهور الآخرين، بالاستفادة من عدم معرفة فريق النص لما جرى في كواليس المطبخ.
أشرف ماركيز على العديد من ورشات السيناريو، وكانت الورشة مصنعاً حكائياً حقيقياً، يتشارك فيه الجميع منطلقين من شرارة يطلقها أحد الأعضاء لتتحول، مع إسهامات المشاركين إلى تحفة نفيسة، وهذا عدا إثمار تلك الورشات لثلاثة كتب فريدة من نوعها: ( كيف تحكى الحكاية) و(نزوة القص المباركة) و(بائعة الأحلام). يقول صاحب (مائة عام من العزلة): (لقد تعارفنا هنا بصورة متبادلة، وصرنا نعرف كيف يفكر كل واحد منا، وعلى أي وتر يرن، وفي أي مظهر تتبدى أفضل موهبة، وشرارة، وثقافة، وخبرة، ومهارة كل منا، وهكذا نرى من خلال المناقشة كيف أن جميع هذه العناصر تتجمع، وتتكامل فيما بينها مثل لعبة قطع تركيبية).
لكن الأمر هنا مختلف، وذو أبعاد تجارية، فالورشة الدرامية مجرد باب للرزق، والمشرف مقاول يمنّ على الأعضاء بأنه أمّن لهم عملا ً، وساهم في عملية مكافحة البطالة..
من جهة أخرى تعمل هذه الو رشات تحت إمرة المنتج، وخدمة التوصيل مجانية.
■ رائد وحش
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.