إصدارات جديدة
مسراتي كسينمائي
يسمي مارتن سكورسيزي السينما بـ(عالم مسحور) ولا يستطيع توصيف حُبِّة العظيم لها إلا بسوقه لعشرات الأفلام التي وسمت روحه وعقله لتجعله واحداً من أهم صناع الأفلام على مرّ العصور. وفي نصوص كتابه (مسراتي كسينمائي) الصادر عن وزارة الثقافة السورية ضمن سلسلة (الفن السابع)، بترجمة فجر يعقوب. النصوص مساهمات صاحب ( الإغواء الأخير للمسيح) في مجلة (دفاتر السينما الفرنسية)، وفيها يحكي عن مكوناته الفنية، وحياته، والمخرجين الذين أحبهم كفرنسيس فورد كوبولا وسبيلبرغ وأوسون ويلز وهيتشكوك...الخ، كذلك يعطي أهمية كبيرة للموسيقا التي يعتبرها مصدر إلهامه الأوّل. يقول سكورسيزي في واحد من الحوارات التي ضمها الكتاب: «اليوم تسيطر التكنولوجيا على السينما. وبالرغم من أنني أعرف أنني لا أصنع فيلماً مثل (تيتانيك)، فإني يجب أن أتكئ على الجانب البصري في أفلامي.. لا شك أن الكمبيوتر يمنحنا حرية كبيرة، ولكنه يتركنا أمام خيارات محيرة للغاية». •
الشرق الفنان
في كتابه هذا الذي نشر لأوّل مرة عام 1962، ينطلق المفكر زكي نجيب محمود من فكرة تتخلص في أنّ في العالم طرفين مختلفين، لكلّ منهما نظرته الخاصة إلى الوجود، وهما الشرق الأقصى الذي يتعامل مع الوجود تعاملاً حسياً، بلا تعليل ولا تحليل، وهو ما يشبه طريقة الفنان، فيما يخالفه الغرب في ذلك حيث يقوم تعامله على عقل منطقي تحليلي، يسير في خطوات استدلالية تنتزع النتائج من مقدماتها، وهو بهذا يشبه العالم.
وبحسب المقدمة التي وضعها للكتاب التقى الطرفان (في الشرق الأوسط طوال عصوره التاريخية، ففي حضاراته القديمة تجاور الدين والعلم، كما تجاور الفن والصناعة) وبسبب هذا اللقاء العريق تاريخياً بات أهل الشرق الأوسط ينظرون بالنظرتين معاً (النظرة الروحانية التي هي في صميمها نظرة الفنان) و(النظرة العقلية المنطقية التي تحلل وتعلل وتستدل)..
من هذه الفكرة البسيطة تنطلق رسالة هذا المثقف البارز المعروف بانتمائه للفلسفة الوضعية المنطقية. •
الأعمال الشعرية
صدرت حديثاً عن دار الريس في بيروت المجموعات الشعرية الثلاث الأولى للشاعر والروائي اللبناني رشيد الضعيف، وهي (حين حل السيف على الصيف) و(لا شيء يفوض الوصف) و(أيّ ثلج يهبط بسلام). ومن المعروف عن الضعيف أنّه بدأ رحلته في عالم الكتابة شاعراً، لكنه عاد وأعلن استقالته النهائية، وتكريس نفسه للكتابة الروائية التي أبدع فيها، وقدّم العديد من الأعمال الهامة التي أثارت حولها جدلاً كبيراً مثل (عزيزي السيد كواباتا) و(تصطفل ميريل ستريب) وسواهما..
وفي مقدمة هذه الأعمال يكتب الضعيف: (وقد توقفت عن كتابة هذا النوع من النصوص لأنني بدأت أصنف شاعراً، وهذا ما كان يزعجني عند مواجهة أبوي وإخوتي العاملين بجهد على امتداد الأيام لكسب رزقهم وتربية أولادهم. وكان الناشرون أكثر من يظهرون امتعاضهم من الشعراء الراغبين في نشر دواوينهم. وأنا أكثر ما أكرهه الشفقة، وما إليها من مشاعر ومواقف). •