مهرجان جبلة الثقافي الثالث احتفالية بالفن والجمال والفرح
استضاف مسرح جبلة الأثري وعلى مدار أربعة أيام مهرجان جبلة الثقافي الثالث،الذي دعت إليه جمعية العاديات برعاية من وزارة الثقافة،وقد تم اختيار تقديم نشاطات المهرجان في المسرح نظراً لأهميته التاريخية، فالمسرح يعتبر من أهم وأجمل المسارح التي خلفها أباطرة روما السوريون، وقد شيد في أواخر القرن الثاني والثالث الميلادي، وكان ذلك خلال فترة حكم الإمبراطور سبيتيميوس سيفيروس مع زوجته جوليا دومنا، وفي عام 1895 بدأت حالة المسرح بالتدهور وبقيت هكذا،إلى أن حصلت سورية على الاستقلال،فأدركت أهمية المسرح التاريخي وباشرت في الكشف عنه عام 1950و1952 وأزيلت المقابر والمنشآت التي أقيمت على مدرجاته وهدمت الداران اللتان بنيتا فوقه أثناء الانتداب الفرنسي فظهرت معالمه.
وبالعودة للحديث عن المهرجان ففي اليوم الأول افتتح معرض الفن التشكيلي بمشاركة نخبة من الفنانين السوريين، رافقه معرض للتشكيلات على الفخار، ومعرض تشكيل الزخرفة الإسلامية،ومعرض الإعادة والتدوير،وافتتح معرض للكتاب،أقيم في أروقة المسرح،تلا ذلك إلقاء الكلمات فألقى الأستاذ جهاد جديد بالنيابة عن جمعية العاديات، كلمة رحب من خلالها بالحضور من شعراء وفنانين وكتاب. وألقى د.بسام جاموس المدير العام للآثار والمتاحف، كلمة تحدث بها عن معالم محافظة جبلة الأثرية، وألقى الأستاذ علي القيم ممثل وزير الثقافة ــ الذي كان من المقرر أن يحضر حفل الافتتاح ــ كلمة تحدث من خلالها عن أهمية مسرح جبلة التاريخي.ثم قدمت شارة المهرجان بعرض فني راقص للفنان عمار حنا والطفلة إليسا زكريا،ثم قدم الفنان محمد سلطان آل الغوري مقطوعات موسيقية على البيانو،بعدها قدمت الفنانة حلا عمران عرضاً مسرحياً مونودرامياً بعنوان (فصل في الجحيم)النص لرامبو والإخراج بتوقيع أمل عمران، واختتم اليوم الأول بعرض الفيلم السينمائي (أيس كريم في كليم) للمخرج المصري خيري بشارة.
وفي اليوم الثاني افتتحت الأمسيات الشعرية ألقى خلالها د.عابد اسماعيل والشاعر شوقي بزيع، وشعراء آخرون بعضاً من قصائدهم، ثم قدم العرض الأول للفيلم السوري (باب المقام) السيناريو كان لمحمد ملص وخالد خليفة و أحمد بهاء الدين عطية والإخراج حمل توقيع محمد ملص وموسيقى الفيلم تركت لإبداعات الفنان مارسيل خليفة،وبالعودة للفيلم فهو يتحدث عن إيمان التي حكم عليها بالموت بسبب عشقها لأغاني كوكب الشرق أم كلثوم وترديدها لها باستمرار،فأدرك أشقاؤها من خلال ذلك خروجها عن الطريق المستقيم،وقد اختار ملص مدينة حلب نظراً لشهرتها بالموشحات والطرب الأصيل،وقصة الفيلم واقعية حصلت عام 2001 وتناولتها الصحف السورية أنذاك وكانت قد حصلت (باسم قضية الشرف) فتناولها المخرج ليلقي الضوء على حياة مدينة حلب من خلال جريمة شرف، حيث تقتل امرأة بسبب استماعها لأغاني ام كلثوم. واختتم اليوم الثاني بحوار مع المخرج محمد ملص حول فيلمه.
وفي اليوم الثالث أقيمت ندوة للآثار بمشاركة كارل فان لمبرغ ود.بسام جاموس وباحثين آخرين في الآثار، تم الحديث خلالها عن سهل جبلة وأهميته التاريخية، وأقيمت أمسية شعرية،تلا ذلك الحدث الأبرز في المهرجان وهو الأمسية الموسيقية للفنان العراقي نصير شما حيث غصت المدرجات بالحضور لسماع عزفه، وقد قدم شما الكثير من مؤلفاته الموسيقية منها (في الجنة هناك، أفراح نوروز، بغداد كما أحب، من وحي دجلة)واختتم الأمسية بمقطوعة حملت عنوان ( العراق على مقام واحد) دعا من خلالها العراقيين لترك الأحقاد الطائفية والعشائرية، والتوحد بوجه العدو، وفي اليوم الأخير أقيمت ندوة حول الرواية العربية حملت عنوان (الرواية العربية من المحلية إلى العالمية) بمشاركة الناقد العراقي عبد الله إبراهيم والروائي السوري حسن صقر، وأدار الندوة الروائي نبيل سليمان، ودار الحديث عن تاريخ الرواية العربية وتطورها، ومدى تأثر الرواية العربية بالرواية العالمية.واختتم المهرجان بأمسية فنية للفنانة ميادة بسيليس قدمت بعضاً من أغانيها وأغاني للسيدة فيروز.