مهرجان الشباب الثاني للفنون المسرحية في الحسكة عروض تركز على الهامشيّ والمهمل
استقبلت محافظة الحسكة مهرجان الشباب الثاني للفنون المسرحية في الفترة الواقعة مابين 26 نيسان و 5 أيار. ففي حين استضافت الحسكة عروض المسابقة الثمانية، شهدت مدينتا القامشلي والرميلان العروض الموازية. هنا وقفة مع بعض العروض..
كائنات تحت السطر
المسرحية الفائزة بجائزة أفضل عرض في المهرجان، والحائزة أيضا على أفضل إخراج في مهرجان الهواة في دمشق، مجانين العنبر وأبطال المسرحية وهم حسب الأدوار:
سليمان اسعد (المثقف) - روني جنان (الطبيب) - ريزان فرمان (الحارس) - مجاهد عبد العزيز(الجنرال) رمضان محمد أمين (الفيزيائي) - خوشناف ظاظا (شاورما).
تسيطر عليهم جميعاً حالة الاكتئاب والخوف الدائم من المجهول أو القادم من الخارج، وقد اعتمد المخرج على الرمزية المفرطة في إدارة الخشبة من جميع المحاور، وفي ما ينطقه المجانين من أقوال وحكم التي أعجبت الجمهور، وجعله يصفق للعرض طويلا، وكذلك في اقتباس المخرج بعض الشخصيات من ممدوح عدوان وكارل نسوكماير وفريدرشدورنمات، فالمجانين كلهم ضحايا المجتمع القاسي، الذي أوصلهم إلى العنبر( مشفى المجانين) فالحارس الذي طرد من عمله وأصبح عاطلاً عن العمل، ما يزال يبحث عن الليل في كل مكان حتى يقبض عليه، والجنرال ما تزال معه عقدة الجيش والنظام العسكري والخوف من العدو، والمثقف الذي لم يجد له مكاناً بين المثقفين في الخارج، انتهى به الأمر إلى العنبر، والفيزيائي الذي ما يزل يحتفظ بأسراره النووية في عنبره خوفا من وقعها في يد العدو ، وآكل لحوم البشر الذي طرد من الجامعة بسبب خلاف مع أحد مدرسيه ، فدخل المشفى، حالات إنسانية رصدها المخرج وليد عمر وأظهرها الممثلون بإتقان تام، خاصة حالة الخوف من الماضي الذي يعيشه الجميع والخوف من العدو الوهمي الذي سوف يهجم عليهم ويقتلهم ،دون رحمة فيقود الجنرال تكتيك الحرب ضد هذا العدو المجهول.
الجدير بالذكر أن المسرحية من تأليف انطوان تشيخوف ، وإعداد وإخراج وليد عمر.
ويذكر أيضا أن الفنان خوشناف ظاظا حصل على جائزة أفضل ممثل في مهرجان الشباب الثاني في الحسكة ،هذا وكان نجاح هذه المسرحية سبباً مهماً في إقامة مسرح قومي في مدينة القامشلي.
موقف الباص
قدمت فرقة المركز الثقافي بالقامشلي، عرض (موقف الباص) في صالة المركز بالقامشلي، والمسرحية من تأليف كاوتشين جيان وأعداد وإخراج سمير ايشوع، وشارك في التمثيل عدة ممثلين هم:
افرام شمعون - فؤاد عنز - ايغو كره بيت - شهناز عنز - راحيل عبد الكريم - ميلاندا بشير - جيمي سليمان - حبيب روهم - عبد الجابر حبيب.
تدور أحداث المسرحية حول عدة شخصيات منها : الصامت - الموسيقي - الأم - النجار - الفتاة - رئيس الجمعية - جامعي - شاب مراهق - رئيس الجمعية .......
والجميع ينتظرون في موقف باص ، للذهاب إلى المدينة، إلا أن الباص لا يتوقف أبداً, في تعبير عن عجلة القدر والزمن والحياة التي لا تتوقف، ويبقون في حالة انتظار لسنوات عدة، ولا يتوقف الباص ـ القدر، حيث تفقد الفتاة حبيبيها ويتأخر الطالب الجامعي عن الامتحان، وكذلك الموسيقي، ويؤدي كل شخص دوره في الحياة ويتحدثون عن معاناتهم، بينما القدر يلتقط في كل فترة واحد منهم ويأخذه إلى الآخرة، هذا هو مضمون مسرحية موقف الباص، قدمتها الفرقة بشكل متقن وحرفي، ونالت المرتبة الثالثة في المهرجان, وكذلك حصل الشاب المتألق جيمي سليمان على المرتبة الثالثة كأفضل ممثل في المهرجان.
العروض المسرحية الموازية (القامشلي)
قدمت عدة عروض في صالة المركز بالقامشلي، وهي خارج المسابقة كما أشرنا.و منها المسرحيات التالية: الجزيرة القرمزية - انتظار - الحجر لا يؤكل - بالنسبة لمسرحية الجزيرة القرمزية التي قدمتها فرقة المعهد العالي للفنون المسرحية - تأليف ميخائيل بولغاكوف وإشراف وإخراج: د. سليم عجاج.
المسرحية تناولت برمزية وأسلوب كوميدي أوضاع المعسكر الاشتراكي السابق, وبالأخص أوضاع الاتحاد السوفيتي.
حيث تمت المعالجة من خلال تقنية (مسرح داخل مسرح) وما تعنيها من رقابة من قبل الحزب في الجزيرة الخيالية، وكذلك أسباب الرقابة الصارمة من قبل الحكومة، وكل ما يخالف سياستها، والفرق بين الدول الاستعمارية وروسيا السابقة، المسرحية كانت غنية بالانتقادات للأوضاع الاقتصادية السيئة والتسلط من الحزب ومنع ما يخلفها، وقد نجح الممثلون في أداء أدوارهم في العرض وهم : ايفا حاجي بك - رنا ريشة - ألاء عفاش - كنان العشعوش - خالد مزهر - ميريانا المعلولي - دانيال الخطيب - محمد عمار العكة - هاني الطرش.
مع طلاب السنة الأولى: أيمن عبد السلام - سومر العبد - يحيى هاشم - موسى فرح - ربا الحلبي - علي إبراهيم.
أما المسرحية الثانية (انتظار) التي قدمتها فرقة اتحاد عمال الحسكة، وهي لقطات مقتبسة من مسرحية (السفلة) تأليف الدكتور حمدي موصلي، وإعداد وإخراج بشار الضللي - تعالج المسرحية فئة القاع من المجتمع، في الخربة التي تدور فيها الأحداث، وما فيها من الفقر والانحلال الأخلاقي ودور المثقف في كشف ذلك.
ورغم فقر الديكور إلا إن الممثلين عوضوا عن ذلك في أدائهم المتميز ، خاصة الأم التي قدمت دورا جريئاً على المسرح، والممثلون هم بشار الضللي - عبد العزيز أملح - رغدة قاسم - عننز حميد - صدام المسلط - بيرفان - جورج دوشي .
المسرحية الثالثة (الحجر لايؤكل) من محافظة درعا قدمتها فرقة «أتارعا» المسرحية من تأليف فيصل خليل، وإخراج محمود احمد عوض، والمسرحية تجسد علاقة المثقف والسلطة، ومحاولة السلطة السيطرة على المثقف، وشراء أفكاره لخدمته، وذلك بشكل رمزي حيث يمثل الحجر الذي يملكه النحات جميع المبادئ والمقدسات عنده ومحاولة السلطة السيطرة، بجميع الوسائل من استخدام للنساء وانتهاء بالاستخدام القوة العسكرية.
وقد وقع العبء الأكبر على الممثلين الثلاثة الذين تحملوا السفر الشاق وعبء الأدوار التي قدموها, ومحاولة إيصال الفكرة إلى الجمهور والممثلون: محمود أحمد عوض - محمد احمد عبد القادر- فراس مرفوت المقبل .