زيارات «افتراضية» عبر التاريخ!!
طوّرت مجموعة من المتاحف ومراكز الأبحاث الأمريكية برامج واقع افتراضي جديدة، تقدم لمستخدميها تجربة خيالية في المكان الذي يرغبون بزيارته كما كان عليه قبل آلاف الأعوام، أو تقوم بنقلهم آلاف الكيلومترات لزيارة أجمل الآثار في العالم. وتحاول هيئات عدة العمل على نشر هذا النوع من البرامج ضمن أوسع مدى ممكن من المراكز التعليمية والبحثية، لما لها من فوائد تتخطى نطاق التجارب المسلية لتصل إلى نقل المعرفة دون حدود، مع الحفاظ على الآثار الحقيقية من التلف الذي تتعرض له سنوياً جراء زيارات الوفود السياحية.
ففي متحف سينسينيتي، يمكن للزوار باستخدام أنظمة تفاعلية خاصة تخلق واقعاً افتراضياً، الإطلاع على شكل التضاريس الطبيعية للولاية قبل ألفي عام، مع إمكانية عرض الصور بطريقة يشعر معها المشاهد بأنه يحلق فوق تلك الأنهار والغابات القديمة.
أما في داكوتا الشمالية، فيمكن لزوار متحف الهنود التجول افتراضياً داخل قرية هندية من القرن الثامن عشر، ومشاهدة الحياة التقليدية للقبائل وما يتخللها من نشاطات كالصيد ودباغة الجلود.
بالمقابل تقدم متحف ويلزمبورغ خطوة إضافية إلى الأمام، حيث أعاد تكوين الآثار التي عُثر عليها في المدينة للمستعمرات البريطانية القديمة، عبر برنامج افتراضي، يسمح لزوار المتحف بالتجول في أروقة المدينة القديمة بكل حرية، مع الحفاظ على تلك الآثار النفيسة من التلف.
وانضم متحف بوسطن للفنون الجميلة الشهير إلى هذه الجهود، حيث أعلنت إدارته عزمها تصميم برنامج افتراضي لإعادة خلق معابد وقصور فرعونية من عصر الملك آخناتون والملكة نفرتيتي، على أن يتم العام المقبل تصميم معرض كامل يخلّد جوانب من تاريخ الإمبراطورية الآشورية.
وفي هذا السياق، لفت دونالد ساندرز مدير إحدى الشركات التي تصمم تلك النسخ التاريخية الافتراضية، إلى أن الانتشار السريع لهذه التكنولوجيا يعود بشكل رئيسي إلى تراجع تكلفتها وسهولة استخدامها، كاشفاً أن شركته تقوم حالياً بإعادة تصميم معبد النمرود العراقي.
بالمقابل شدد خبراء في هذا الحقل على الدور المهم الذي قد تلعبه تلك البرامج في تعريف الناس على آثار مندثرة، أو على أخرى لا يمكن زيارتها وتفحصها خوفاً من تضررها، وفقاً لأسوشيتد برس.
يذكر أن البناء الافتراضي للآثار استخدم في السابق على نطاق واسع، وخاصة في هوليوود، حيث حفل فيلم "المصارع" Gladiator بالمشاهد التاريخية المصممة باستخدام الكمبيوتر.
• المصدر: (CNN)