ربّما! توقيع كتاب

سيوقع أحد الكتاب كتابه الجديد في فندق فاخر، نكايةً بمن سبق من أبناء الكار الذين قاموا بذلك في أمكنة مألوفة وعادية.

ما يجلب الشؤم في الخبر أنّ المدعوين، وأغلبهم من فقراء الأرض، سيكونون مضطرين لشراء نسخهم بثمن يفوق قدراتهم، ليفسحوا، لهذا المتبجح، فرصة جمعهم في المكان الذي يختاره، وفي الساعة التي يحددها، كي يتطوّس أمام الجميع، وعلى حسابهم.

ركن الفنانين

يطلب نادل المقهى، بالتي هي أحسن، أن نبدّل مكاننا، لا من طاولة إلى أخرى مجاورة، بل من القسم كله، فالركن الذي ندنسه مخصّص للفنانين.

ينتفض طارق عبد الواحد كمن لم يصدّق. فمن هؤلاء الفنانون الذين ينبغي علينا التنازل لهم عن المكان. يعدّد له الروّاد فرداً فرداً، وبالأسماء. تلك التي تتباهى بحضورها عابرة، ليس إلا، صحيح أنها تظهر على الشاشة كنجمة، لكنها تأتيك في استراحة من الفندق الذي تقضي به سحابة يومها. وذلك الذي طوّل شعره مسرحيٌّ فاشلٌ. والذي في الزاوية ممثل إعلانات..

في تحديه، قال طارق الكثير، لكنّ الذي لم يقله وكأنه الشيء الوحيد الذي قاله: نحن المكان فكيف تطردنا؟

خريجو قسم الصحافة

بعد ظهور صحف ومجلات ومواقع الكترونية في سوريا، بدأنا نتعرف على وجوهٍ جديدة لشباب تخرجوا من قسم الإعلام، قلنا يا للبشرى! ها قد صار لدينا مهنيون حقيقيون، فبين النقص الكبير الذي تعانيه صحافتنا، يبرز غياب أصحاب المؤهلات العلمية.

على محك العمل، خصوصاً من اختار مجال الثقافة، وجدنا الغالبية بلا موهبة، ولا مخزون معرفي. فهذه المحررة لا تعرف جريدة اسمها (الحياة)، وذلك المشرف على القسم الثقافي، هنا، أي هناك، لم يسمع، حتى اللحظة، عن شخص اسمه محمد الماغوط.

هؤلاء الطلاب المتفوقون، لا يعدون كونهم متفوقين، أما العمل الصحفي فشيء آخر لا علاقة له بمعدلاتهم العالية.

طارق عبد الواحد مرة أخرى

(نعوة فاضل)

أنتظر موت صديقي، الشاعر ومهندس الميكانيك، طارق عبد الواحد، كي أكتب عنه في الجريدة، لا كما يكتب من يصبح لديهم عمل إضافي حين يموت أحد الكتاب، بل كمن لن يجد عملاً إلا في ذلك اليوم بالذات. ما لدي جملة واحدة، تصلح لخبر وفاة، أكثر من صلاحيتها لمقال، لعلها الباقي مما حذفه لي، فهو لم يتورّع على حذف 90% من أيّ نصّ أعرضه عليه، وغالباً ما يقترح تعديلاً على الجزء الذي أظنه ناجياً.

ما سأكتبه، فيما لو تسنّى لي نعوة هذا الفاضل، هو: كم كانت حياتنا بحاجة إلى مكيانيكي!

 ■ رائد وحش

 عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.