لقمان ديركي لقمان ديركي

صفر بالسلوك نهاية المطاف

لا داعي لتلك الفحوص والامتحانات والمقابلات أو ما يسميه السينمائيون بالتيست، وهو غير تيست البوكمال الذي كان معروفاً بحليبه، وهو تيس لا يجوز أن يكون لديه حليب يشفي المرضى وينجّح الكسالى ويُضحك الحزانى، وباختصار شديد، فإن معجزاته تدور في فلك  تظبيط أمور كل الحمير، لا لم تعد بحاجة إلى ذلك يا عزيزي الشاب السوري الطموح، فأولي رؤوس الأمور ورؤوس الأموال عندنا بدؤوا يفكرون عن جديد بأن عليهم أن ينشئوا شركات ناجحة، وبالتالي رابحة، وعلى اعتبار أن الشغل مو عيب والربح مو حرام، فقد اتفقت أهواؤك أنت الشاب اللي في مقتبل عمرك وتقبر قلب أمك مع أهواء تلك الدوائر وتلك المؤسسات وذياك الشركات، وتزدهر أمور الشباب فيتراكضون وهم يقولون بالفم الملآن بأنهم ذاهبون إلى فحص المقابلة، فهم بأنفسهم واثقون، وبشعاب مشاريعهم ومواهبهم وإمكانيتهم عارفون، ثم يعودون حزانى ثكالى وكأنما عادوا من حرب ما، في كتاب ما، مهزومين!!!

ويقول لك الشاب أو الفتاة كل ما فحوى كلامه أنه وقع بين براثن أو حوافر حمار، وأن كل شيء بدا له أو لها رائعاً إلا وجود هذا الحمار، فكان هو المطب الأخير الذي أطاح بأحلام كل منهما على حدة، وبالطبع فإن فكرة نجاحهما كانت مربوطة بهذا الحمار، ولا تعتقد يا عزيزي الشاب المنطلق العجيب أن الحمار كان مربوطاً باختراعاتك، فضايقك هذا قليلاً فانسحبت ناجياً بأعصابك وسعادتك الداخلية نسائية أطفال، بل ولا تقل لي ذلك فإنني أعرفك مكابراً ولا تريد أن ترميها واطية وتقول إنو أنك أنت الذي كنت مربوطاً مع اختراعاتك وأفكارك ومشاريعك برجل الكرسي الذي كان يجلس عليه الحمار مدندلاً حوافره اللامعة والتي اجتمع على تلميعها كل ماسحي الأحذية الشهيرين المبسطين في الصالحية بين دكاكين التجار، وساحة يوسف العظمة ومعركته الشهيرة ميسلون التي كان قوامه فيها تلاتماية رجّال من ضهر رجّال، والشعلان وما أدراكَ ما الشعلان وما آل الشعلان في قصص البدو والعربان، وكنتَ يا عزيزي الشاب ويا غاليتي وفاتنتي وروح قلبي الفتاة من الصدمة عائدين بمشروعين محبطين، وشخصيتين متعبتين، وروحين منهكتين، وبذهنين معطلين، ورأسين محمولين على جسدين فارطين، وكنتما ترددان كالمجانين أن كل شيء كان ماشياً وأن العقبة الوحيدة كانت هذا الحمار، فأردد وكأنني لم ألمح الألم في حركات وجهها الناعم اللطيف الرايق، ولم أنتبه إلى تلك الالتماعة المقهورة في عينيها السوداوين الكحيلتين الواسعتين كعيني غزال يتمشى في أغنية قديمة، ولم أحس بتلك الحشرجة المقهورة في صوتها العذب الذي ما إن تسمعه على الموبايل حتى تخر له الجبابرة راكعين، أردد بلا مبالاة ما مفاده أنو ممكن يكونوا الكل حمير بمن فيهم أنتو أصحاب المشاريع وهو الفهمان الوحيد.. فأين الإثبات؟!!!!

وجاءني الإثبات على طريقة سورية قديمة وعريقة اسمها الردح.. وفي حالتنا هنا كان الردح من النوع البنّاء، وقالت (بدك إثبات.. شفت أدانيه الطوال.. صحيح كان مخبيهن تحت طاقية فرنجي بس شفتهن.. شفت اسنانه وقت اللي ضحك على نكتة قال له اياها فأر جلب له الشاي، ورأيتُ يا حبيبي يا محب الكلام المنمق والقول الملفق أن رجليه بالمثنى كانتا أربعاً.. فيا سبحان الخلاق.. ويا جبار ويا كريم.. كيف بتعطيه لها الحمار أربع أرجل، وبتعطيني أنا بس رجلتين؟!!!!!

آخر تعديل على الثلاثاء, 22 تشرين2/نوفمبر 2016 11:33