ربّما! وما يزال «باب الحارة» مفتوحاً
مرة أخرى تعود دراما الحارة الشامية لتسيّد المشهد الرمضاني، فهذا النمط، وعبر العديد من الأعمال: «أيام شامية» و«الخوالي» و«ليالي الصالحية» و«باب الحارة»، استطاع التأسيس لنوع دراميّ قوامه العزف على القيم الأخلاقية للمجتمع الشرقي، والبطولة الملحمية ذات الصلة بأبطال السير الشعبية.
ومرة أخرى تصبح حديث الناس، وشغلهم الشاغل، إلى درجة دخول مفردات اللهجة إلى الأحاديث اليومية، والتسمي على أسماء تلك الشخصيات: «العكيد، الداسوس، الزعيم». الأمر الذي يدعو المراقب إلى الوقوف مندهشاً أمام هذه الظاهرة، والبحث فيها، وربما هي فرصة للمتخصصين في مجال الدراسات الاجتماعية لقراءة أسباب هذا التعلّق، على الرغم من غياب القيم الفنية.
من جانب آخر، ما كفّت الفضائيات العربية عن التسابق في عرض هذه الأعمال وإعادتها على مدار العام، وقد يكون إنتاج الجزء الثاني من «باب الحارة» قد تمّ بطلب خاص، نظراً لنجاحه الجماهيري الكبير، وإلا ما الذي جعله ينجو من المقاطعة العربية للأعمال التلفزيونية السورية؟ لا، بل وفاز بالمنصة والتوقيت الذهبي، إضافة إلى دعاية ترويجية قبل دخول شهر الصيام: «سيفتح باب الحارة من جديد..».
يبدو مسلسل «باب الحارة» خليطاً مما سبق وقدمه الكاتب أحمد حامد والمخرج بسام الملا، فالجديد هنا هو ما كان جديداً هناك، في مجتمع متماسك متضامن، يتحدّى الغازي،ويدعم الثوار، ومع كمية من البوليسية في اكتشاف (الداسوس) الذي يغتال رجالات الحارة الذين احتضنوه، فقابل ذلك بالخيانة ، وهكذا ستتصعد الحالات الدرامية على إيقاع القيم الخالدة، والتي أراد صنّاع العمل أن يقولوا من خلالها أن تراجع وانحطاط واقعنا ما من سبب وراءه إلا التخلّي عنها.
فُتِح «باب الحارة» لندخل إلى المدينة الفاضلة، فالعمل الفني درسٌ وعظيٌّ يعلّمنا كيف يجب أن نكون من خلال أولئك الأسلاف.
المشكلة.. متى سيغلق باب هذه الحارة؟