صفر بالسلوك العمل ثم العمل
افتتحت منذ سنوات في دمشق جمعية للمتشردين، وقد ساهمت هذه الجمعية في تربية وتعليم هؤلاء المتشردين، وأنهت وجودهم في الشوارع وعلى المفارق وإشارات المرور.
إلا أن هذه الجمعية اختفت على أرض الواقع، كأنما وزارة العمل أبت أن تكون (دمشقنا) متخلفة عن المدن الكبرى مثل ريو دي جانيرو ونيويورك ونيودلهي، وهي مدن تعج بالمتشردين والشحادين، فخخفت من تفعيل خدمات هذه الجمعية أو ألغتها نهائياً، فالموضوع بات في علم الغيب، وللأمانة فقد أعاد تهميش هذه الجمعية أو إلغاؤها على الأرجح، الحياة إلى شوارعنا المقفرة، فصرنا نشاهد دزينتين من الأطفال إناثاً وذكوراً، وهم يتسولون أمام فندق الشام تارة، ويلصقون وجوههم بزجاج المقهى تارة أخرى، كي يؤدوا التحية للممثلين الجالسين في الداخل، كما أننا عدنا لمشاهدة المعاق الشهير على مفرق شارع الباكستان، وهو يدخل بين السيارات الواقفة على إشارات المرور طلباً للصدقة، وبشرى سارة للعابرين بالسيارات وعلى الأرجل، فلن تعدم نظراتكم ذلك الشحاد الذي يتمسح بالعابر في الشعلان إذا لم يناوله النقود، وطبعاً سيكلفه غسيل الطقم أكثر من الصدقة أو الخوة التي يجب دفعها، ولن يخيب ظن السياح بمشاهدة الشحاد الذي يقفز كالعصفور الدوري في ساحة الأمويين على إشارة المزة.
شكراً لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل على إعادة هؤلاء إلى العمل وعلى هذا العمل.. آآخ .. ما العمل؟!..