لقمان ديركي لقمان ديركي

صفر بالسلوك وختامها مسك

وانتهى المهرجان وانتهت الأفراح والليالي الملاح، وكان مدير المهرجان راضياً، بينما كان صاحبه أرضى بكتير ـ الله يرضى عليهم شو مرضيين ـ ولكنهما اعتذرا عن بعض الهنات وهذا بحد ذاته إنجاز لثقافتنا المعاصرة التي لم أشهد فيها شخصاً واحداً قد أتاك يعتذرُ، لكن حفلة الاعتذارات لم تكتمل بسبب أن الصاحب اتخذ قراراً بالنجاح التام للمهرجان رغم أنه اعتذر شخصياً عن بعض الأخطاء بل ووعد الجمهور بأنه سيجعل المدير يقدم كومة من الاعتذارات للجمهور، لكن بين الاعتراف والاعتذار والتصليح هناك شعرة واهية غير مرئية ولكنها مرئية جداً وهي الرغبة بالتصليح والتصويج،

فإذا كانت الماكينة عطلانة، وشايفينها كلنا، والمسؤولون عنها، وعن تعطيلها أصلاً، لا يعترفون بأنها عاطلة فهنا تكمن المصيبة الكبرى، فلا هم يصلحونها، ولا هم يتركون أولاد الحلال يتصرفون، يعني لا بيرحمونا ولا بيخلوا رحمة الله تنزل علينا، وكنت قد طلبت متوسلاً أنو يصير عنا شارع للسينما بيشبه شوارع السينما بالسبعينات، قام زعلوا، وقلنا إنو خلوا المؤسسة شغالة والمهرجان شغال بس أعطوا فرصة لغيركم يساهم قام زعلوا، ولأني مو متل ما بتدّعي والدتنا العزيزة بأني شخص مهمل وغير مسؤول وبخاف على المال العام وعلى هدره مثبتاً لأمي، على الأقل، أنني مسؤول فقد زعلوا، وعلى فكرة لهلأ هم زعلانين، وأنا وعم أكتب لكم هلأ هم زعلانين، وأنا وبدي أبعت الزاوية بالأنترنت هم زعلانين، وأنا وعم أتفرج على حفل الختام الطلائعي بامتياز هم زعلانين، وأنا وعم أشوف الابتسامات على وجوه الراقصين في الحفل البازاري الذي اختتموا به المهرجان كانوا زعلانين، وأنا وعم أتذكر مسرح الطلائع بعرض الختام وكيف بيجيبوا بنت حلوة وشاضومة و بيعملوها رمزاً للوطن كانوا زعلانين، وأثناء توزيع الشام أو الوطن أو البنت اللي أعطوها الدور للابتسامات الورعة المبتهلة كانوا زعلانين، ولما إجا صحفي بيشتغل بجريدة شرفات تبع وزارة الثقافة واسمه راشد عيسى ونطق بكلمتين انتقد فيها المهرجان تم ترحيله ونقله باليوم نفسه عالسريع إلى مكتبة الأسد كعقوبة له على جهله ووقاحته كانوا زعلانين، ولما اشتكى الصحفي لله على اعتبار أن الشكوى لغير الله مذلة جاءه الجواب من علم الغيب أنو حلوة مكتبة الأسد مشانه، كي يقرأ ويتثقف ويتعلم وبعد ذلك رح يرجعوه انشالله على شغله .. يعني مو عقوبة بقدر ما هي إعادة تأهيل .. وكانوا زعلانين، ولما وزعوا الجوائز وما شفنا ولا صاحب علاقة عم يستلم جائزته، وشي استلمها سفير دولة المخرج، وشي استلمها ابن عمة الممثل، وشي ابن خال المصور، وشي ابن جيران الكاتب، وعلى نواب ونواب عن أصحاب العلاقة حتى ظننا أنفسنا في مجلس النواب وكانوا زعلانين، ولما مارسوا الإذلال على الفنانين السوريين بحفل الإفتتاح وخلوهم يبوسوا الإيدين مشان يقعدوهم كانوا زعلانين، ولما عالباب يا حبيبي بنتودع.. كانوا زعلانين، شو القصة؟!

كأنو في حدا بدو يفطر فينا قبل ما نتغدى فيه.. حدا حاسبها هيك.. لأنو كلهم بيعرفوا أنو نحنا الزعلانين.. زعلانين عالسينما ببلدنا ونحنا بنعرف أنو ممكن تصير وأنو صار وقتها بقى، وكسرنا على أنفنا بصلة، ورضينا بالبين، بس بيجوا وبيقولوا لك أنهم زعلانين، لك يا حبيبي نحنا الزعلانين!!