إنما كنتم لأنفسكم خاذلين..!

يلعن «المثقف العتيد» حظه! لقد خذله الحلفاء، ولم يدعموا «الثورة»، فبات في حيرة من أمره، وهو العلامة المتفوه، «العارفة»  لم يعد يعرف ما يجب أن يفعله، يجلس على المفترق، لا يعرف أي طريق يجب أن يسلك، إنه التيه، لم يعد لديه سوى أن يردح ويندب، ويسأل!

سبحان الذي يغير ولا يتغير، يجعل الماركسي حليفاً للنفط، والناطق باسم المجتمع المدني سلفياً، والديمقراطي متعصباً قومياً!

زمن التلاعب بالكلام انتهى، الهوامش باتت أضيق من أن يناور فيها الزئبقيون، المتاجرة بالدم لم تستجر إلّا إلى بيع الدم على موائد الدول بسعر بخس، إنه خريف الحرب، الأوراق الصفراء تتساقط، والضمائر السوداء تتساقط، والمواقف السوداء تتساقط. كما في الطبيعة القوانين تفعل فعلها في المجتمع، تزيل ولو بعد حين من يقف أمام ما هو موضوعي، وما هو ضروري، وما ينسجم مع مصالح الناس.

2

خذوا الدرس من المخذول، التائه، واخشوشنوا! فإن أمريكا لا تدوم، الطائرات التي كانت تقصف معك بالأمس، قد تقصف مع عدوك اليوم، مهمتها أن تقصف فقط، معك أو مع عدوك، «ما بتفرق معها».. ما يهمها هو استمرار القصف: قصفها، و«قصف» الناس لأعمار بعضهم بعضاً!

الباب الذي فتحته لك أمريكا بالأمس،  قد تغلقه بوجهك اليوم، أو قد يكون باب الهاوية..! 

أنت في سباق المسافات الطويلة، ومطيتك تلهث، لا تراهن على بغل عجوز في سباق ماراثوني، لا نهاية له سوى الخيبة!

 

من لا تسعفه مداركه لفهم الواقع، ربما تنفعه التجربة المرة، فهي تعلم حتى ذوي الاحتياجات الخاصة، والأجدى أن يتعلم هؤلاء من أولئك الكبار بعجزهم الخارج عن إرادتهم..! أما العاجز بإرادته فليتولاه التاريخ..!