يارا صبري: لو وجد رأس مال وطني لكان قادراً على قول كلمته!
زائر الموقع الشخصيّ ليارا صبري على الشبكة العنكبوتية تطالعته بالكلمات التالية: «ندور في هذا العالم وتدور بنا الأرض! من أجل أن نلتقي في نقطة فيها متسع من الحب والتواصل».. زائرها، أيضاً، سيجدها مثل كلماتها هذه إنسانة تبحث عن نقطة لقاء.. وفي هذا الحوار تمدّ جسورها باتجاه الآخر.
في رصيدها العديد من الأعمال الدرامية والمسرحية والسينمائية، نذكر منها:«أشياء تشبه الحب»، «التغريبة الفلسطينية»، «على حافة الهاوية» (دراما)، «كونشيرتو» «فوتوكوبي»، (مسرح)، «خارج التغطية» و«سراب» (سينما)..
لماذا تأطرين نفسك في الأدوار الجدية؟
أظنّ أنّ هذا الكلام ينطبق على فترة معينة، إذ كانت الأدوار التي تسند إليّ هي الأدوار الجدية فقط، ربما لأني أملك مسحة من الجدية أو رومانسية، ولكن في الفترات اللاحقة سعيت في تقديم أدوار متنوعة، بدءاً من مسلسل «الفصول الأربعة» الذي كان نقطة البداية، وأنا من أصرّ على هذا الموضوع، وقد حقق لي هذا العمل نقلة كبيرة، حتى على مستوى الشكل، الى درجة أن هناك كثيرين اعتقدوا أني شخص آخر. ومن وقتها حاولت، ضمن الخيارات التي قدمت لي، أن أختار الدور الذي يحقق لي شيء من التنوع والتغير ولو بشكل بسيط..
أثار صحفي سوري إشكالاً بينك وبين المخرج فردوس أتاسي.. ما هي ملابسات هذه المشكلة؟
لا توجد مشكلة، وإنما كل ما في الأمر أنني أردتُ تقديم توضيح، فقد كان بيننا مشروع، اسمه «قلوب صغيرة» وهو عبارة عن عمل اجتماعي، يحمل الكثير من المشاكل التي لها علاقة بهموم الناس والمجتمع، وأعتقد أنها لم تجتمع بهذا الشكل في عمل واحد حتى الآن.. قدمنا النص لشركة إنتاج، وكان الأستاذ فردوس مديراً لهذه الشركة، وأحب هذا العمل، كما أحب أن يخرجه، وهو لم يتدخل بتأليف العمل على الإطلاق، وإنّما من شدّة حبّه لهذا العمل اعتبره مشروعه، لكن توقف الشركة عن إنتاجه، ، جعلنا أنا والكاتبة ريما فليحان نقدم النص لشركة أخرى ولمخرج آخر، ولكن الأستاذ فردوس من شدة حبه للعمل شعر أنه فقد مشروعه، وله وليس من حق مخرج آخر أن ينفذه، هكذا اعتبر أن المقترحات التي قدمها، هي تدخل بالمشروع، مع العلم أنها اقتراحات شفوية، ونحن لم نأخذ بها كونه لم يعد المخرج، فكان ردي بمثابة توضيح لهذه المسألة.. «قلوب صغيرة» مشروعنا أنا وريما فليحان فقط، والآن اشترت النص شركة «غزال للإنتاج الفني»، والمفروض أنه سيدرج بين الأعمال التي ستنفذ في الموسم القادم، وسيقوم بإخراجه عمار رضوان.
ما الذي قادك إلى الكوميديا هذه السنة؟
الكوميديا هي أيضاً نوع من التغير، كما قلتُ بداية. كنت أحاول كل فترة أن أشتغل شيئاً مختلفاً يجعلني أشعر أني أنجز خطوة جديدة، وأجد «رفيف وعكرمة» (تأليف عبد المجيد حيدر ومحمد أبو لبن وإخراج مأمون البني) من الأعمال الخفيفة التي تقدم مقولات صغيرة جداً، بكل حلقة، كما أنه يقدم متعة للناس، كثيرون منهم بحاجة لها، وهو عمل نظيف لا يقدم الابتذال، حتى في كوميديته ثمة نظافة.
إذاً أنت راضية عن عملك في «رفيف وعكرمة»؟
أنا راضية عن العمل بالشكل الأساسي كنص مكتوب، ولكن هناك شيء تغيّر بالنص الأصلي، وهذا له علاقة برؤية المخرج لهذا النوع، فهو من المفروض أن يكون مختلفاً تماماً عمّا قدم، والذي كان على الشاشة لا اختلاف فيه أبدا، بل هو مطروق وعادي جداً. بالإضافة أن العمل لم يحظ بمتابعة، بسبب توقيت عرضه الصعب، ولكن هذا العمل يكاد يكون العمل الوحيد الذي فيه روح الكوميديا غير المبتذلة.
ما رأيك بموجة الأعمال البدوية والشامية في هذا العام وإلى أي مدى تتحكم الأموال الخليجية بالمادة الدرامية؟
هذه موضة ولها علاقة بتحكم السوق الخارجية فينا، وهذه هي المشكلة، وربما لو وجد رأس مال وطني حقيقي، لكان قادراً على قول كلمته على الساحة الفنية، وما كنا سمحنا للسوق الخارجية أن تتحكم فينا، ولا للمحطات أن تطلب الشيء الذي يناسبها، حيث صرنا مضطرين لتلبيتها، لمجرد أن هذا عملنا وهذا المطلوب.
ألا تلاحظين تراجعاً في الدراما المعاصرة التي تطرح القضايا الراهنة لصالح تقدم دراما متخلفة رجعية؟
هذه نفس المشكلة التي نعاني منها، لكن الجيد أن الأعمال المعاصرة لم تنقطع، فعمل «ليس سراباً» يحمل أفكاراً كبيرة، والمشكلة أن الإمتاع في تلك الأعمال أكبر من الأعمال التي تحمل هماً كبيراً، لذالك تتضاءل نسبة المشاهدة.
عملت مع العديد من المخرجين، كباراً وجدداً، أين تجدين نفسكِ أكثر؟
ثمة سؤال يشغلني دائماً: من هو المخرج الذي لم أعمل معه وأحب أن أعمل معه؟ لكنني سعيدة لأن معظم المخرجين الذين أتمنى العمل معهم عملت معهم، وكلّ واحد منهم لديه طريقة بالعمل، مختلفة عن طريقة الآخر، وهو على كل حال مفيد لي كممثلة، وجود مخرجين شباب، سواء كانوا جيدين أم لا، دليل على وجود حركة جديدة، ثم الفن يحتمل التجربة، وهذه الحالة صحية جداً، وأنا معها تماماً، طالما أنه لا يوجد لدينا آكاديمية لتدريس الإخراج .