يوميات مسطول: حفلة صيد وطنية
نحن لسنا في أدغال أفريقيا.. ومع ذلك لدينا رحلات سفاري منذ زمن بعيد جداً.... كيف؟!.
يا سيدي أولاد الأغنياء - الله يخليهم لنا، ويديم آباءهم - يتسابقون على الطرق.. يسيرون بسرعة صاروخية في شوارع تعج بالمارة، الإشارة حمراء أو خضراء أو برتقالية لا يهم.. السيارة تسير كالصاروخ.
وترى المشاة الفقراء الذين يعبرون الطريق، يركضون مثل الغزلان تماماً، لكي يهربوا من السيارة. وإذا سجل ابن الأكابر هدفاً، واصطاد فقيراً بسيارته، تشاهد الغزال منهم طائراً بالهواء، ثم ينزل بقوة على الأرض: «طاخ... بوم..»، فإما أن يستشهد، أو تتكسر عظامه ويصاب بالشلل لبقية عمره.
هيه!! الحمد الله سجل الولد المدلل هدفاً. إصابة محققة. برافو. وبيسرع أكثر إلى شلته من الصبيان، ويتفاخر عليهم: صاروا أربع فقراء. ويجيبه صديقه: صحيح. بس أنا قتلت اثنين، وأنت واحد بس. فيشعر الصبي بالخجل.
والناس عم بتدير رؤوسها وتسرع بعيداً، لأن الجاني (الصياد) معروف. مين بيعملها غير أولاد (....؟؟) عفواً الأغنياء.
ولك يازلمة. عندنا بالبلد اثنين مليون جائع حسب إحصاءات الأمم المتحدة، والناس عم بتدير رؤوسها وتركض بدهم يهربوا من المسؤولية. يا سيدي مع هذا الشهيد بيصيروا اثنين مليون جائع إلا واحد.. مو هيك أحسن؟؟
طبعاً أنا لست معترضاً. أريد فقط إصدار رخصة صيد من الدولة لهؤلاء. يعني لا يحق لمن لا يحملها أن يشارك بالصيد خوفاً من تسلل بعض المندسين المشبوهين للاحتفال لا سمح الله..
هيك بيتنظم الصيد.. وعقبال تنظيم النهب والسلب.