«يوم ممطر آخر»... قبل الموعد بشهور
شهد مسلسل رشا شربتجي الجديد «يوم ممطر آخر» عملها الثاني بعد «غزلان في غابة الذئاب» مصالحة بينها وبين والدها المخرج هشام شربتجي، بعد أن دب خلاف تناقلته وسائل الإعلام بشكل واسع، هذه المصالحة هي ما دفعت المخرجة الشابة لأن توقع المسلسل على الشارة باسمها الثلاثي «رشا هشام شربتجي» منهية بذلك فصلاً من القطيعة بين الأب وابنته الطموحة.
يتطرق «يوم ممطر آخر» بغنى مشهدي، وفرّه حضور العديد من نجوم الدراما السورية، أبرزهم سمر سامي التي بالكاد باتت تظهر على الشاشة، معتصمة بحبل غيابها. كما أن عمق القضايا التي يطرحها العمل من حيث تعرضه لبعض المواضيع الشائكة في مجتمعنا، والتي كانت تعالج في الكثير من الأعمال السابقة بكثير من الحذر أوالتلميح البعيد، إذ بالكاد يفهم المشاهد العادي مؤداها. كقضايا الأديان وما يتعلق بها من طوائف وما تطرحه من أسئلة على المجتمع.
الحبكة الدرامية ممتازة، فالنص كتب بحرفية عالية، وأداء النجوم الكبار في العمل متميز كالعادة، وعلى وجه الخصوص سمر سامي وقصي خولي الذي جسد الدور المسند إليه بأفضل أداء ممكن حتى تكاد لا تصدق عكس ما يقدمه في الدور أي: جود، كما تتألق سلاف معمار، وغيرهم العديد..
كل هؤلاء النجوم أغنوا العمل وجعلوا الكثيرين يتابعونه لمجرد مشاركتهم في العمل، ولكن الملاحظ أن هناك شيئاً من المبالغة في الإضاءة الخافتة التي توحي وكأن العمل يندرج تحت قائمة الأعمال الرومانسية، فالمشاهد النهارية الداخلية أغلبها، إذا لم نقل كلها، معتمة لدرجة تصيب بالاكتئاب، ودون مبرر مقنع، وكأنه عمل سينمائي يحتاج لشاشات عرض مخصصة لهذا النوع من الصور، حتى أن إحدى الصديقات، عندما سألتها إذا كانت تتابع العمل، أجابتني:«شفت حلقة .. شي بيغبب ع القلب ليل نهار عتم»...
أما الموسيقى التصويرية فتُبعد المشاهد عن المشهد، وتخرجه فجأة من الحالة، وكأنها وضعت لمشهد آخر، أو حصل خطأ ما قلب التركيب، فعلى سبيل المثال، يبدو مشهد سمر سامي أثناء تساقط شعرها في الحمام، بعد خضوعها للعلاج الكيميائي، وقد رافقته موسيقى تصلح لزفّة عروس، مما أثّر سلباً، وربما لولا هذه الموسيقى لكان هذا المشهد من أجمل المشاهد في العمل كله. فمن المسؤول عن هذه الأخطاء؟ مدير الإضاءة؟ أم واضع الموسيقى التصويرية؟ أم المخرجة نفسها؟؟
وعملاً بمبدأ حق الرد، حملنا ملاحظاتنا، وقدمناها للمخرجة فقالت: القرار النهائي سواء ما يتعلق بالإضاءة أو بالموسيقى التصويرية هو لي، فهي تعطي حالة معينة للمشاهد، وأنا لا أقوم بأي حركة دون أن يكون خلفها إجابة، ولا أقدم شيئاً مجانياً. وعن عرض العمل قبل الموسم الرمضاني أوضحت صاحبة «غزلان في غابة الذئاب»: قررت أن يكون العمل مميزاً، وبعد الاتفاق مع شركة الإنتاج تم عرضه الآن، وأعتقد أنه تميز، ولولا هذا لما أثار انتباه المشاهدين ونقد الصحافة، لأن أغلب الأعمال التي تعرض في رمضان لا تتابع بالكامل بسبب كثرة الأعمال، وبهذا نجعل المشاهد سعيداً بالعرض.