يوميات مسطول مبروك علينا

أخيراً. أعادت لنا وزارة الاقتصاد رائحة التاريخ العريق يا عمي!

بعدما قرأت اقتراحات الوزارة شممت تاريخ أجدادنا، رجعنا بعون الله لأيام العثمانيين، حكام ومرتزقة أيام زمان، وأشعر أن الانكشارية معنا في البلد.. عجيبة! ومعهم الإقطاعيون الأشاوس الذين كانوا يأكلون القمح ويطعمون الشعير للشعب، ثم يصدرون فائض القمح..

أيام (جميلة) لا تنسى.. كان الناس يموتون من الجوع، والسكان كلهم نحاف ومعضمين ومعصمصين(1)، مثل الهياكل العظمية، كأنهم في مسابقة للرشاقة.

شو القصة يا مؤمن؟

يا سيدي. وزارة الاقتصاد شكلت لجنة لتصدير قمح سورية أسمتها (توفير البدائل في السوق المحلية للسلع المرتفعة السعر). كيف حلت الحكومة المشكلة؟ جابت الوزارة شخص يدعى صفوح النابلسي، يمكن أصله انكشاري بيشتغل مدير اقتصاد دمشق. اقترح صاحبنا أن توزع الحكومة خبز الشعير تبع الدواب بدلاً عن خبز القمح، وذلك لمجلة «تجارة وأعمال».

شوف السفه والاحتقار للشعب. يا سلام سلم، والمشكلة أن الحكومة لا توفر أي منفذ لإيذاء المواطن وستعملها أكيد. يا سلام. ولكن المشكلة أكبر من إطعامنا طعام الدواب.

يعني يا سيدي أطال الله عمرك. القمح راح. راح ينشحن للخارج وباقي الشعير منشان نعمله خبز. فإذا تنافسنا نحن والحيوانات (بقر وغنم ودجاج) على الشعير، فمن سيربح؟ حزيرة(2)؟ طبعاً ستنتصر علينا الحيوانات لأنها مدعومة، لأنو الأغنياء بدهم ياكلوا بقر وغنم ودجاج، بيشووهم على الفحم وبيسكروا ويينبسطوا. هيك ما راح يوصل شعير للأفران، وبنموت من الجوع، البقاء للأقوى، وهو هنا الحيوانات.

ما قلتلكم مرتزقة وشبيحة وشليحة، ما صدقتوني!!

شرح المفردات:

(1) معصمصين: يعني فقرا مو ملاقيين ياكلوا.

(2) حزيرة: أحجية.

■ سمير عباس

آخر تعديل على الثلاثاء, 29 تشرين2/نوفمبر 2016 22:10