«مجازات» جابر العظمة
المجاز في البلاغة يعني أنّ "الكلام تجاوز معناه الأصلي إلى غيره بقرينة تدل على ذلك". هذا ما يفعله الفنان جابر العظمة في الصور الضوئية التي قدمها في "غاليري أتاسي" حيث يأخذ الكاميرا إلى مطارحات أخرى، فحيث تحتمّ وظيفة الكاميرا حقيقةً وواقعاً، تذهب هنا باتجاه المجاز.
الصور الكبيرة التي ترصد تفصيلات صغيرة وضئيلة في الخيول تفتح احتمالات المعنى على لا نهائيتها، لتغدو قابلة أي شيْء، من هنا يقول العظمة في حوار على هامش المعرض: «بعضها يبدو وكأنه هضاب، أخرى ككثبان رملية، وبعضها كانحناءات جسد امرأة». تثير الخيول في أجزائها التي تعظمها العدسة ـ ضمن احتراف عالٍ وفهم عميق لكميات الضوء والظل ـ شغفاً بهذه الكائنات الآسرة، ذات الجمال الأصيل، كما أن قابلية الصور للتأويل، بسبب لعبها على الإيهام، تجعل من الأحصنة قابلة أن تكون أي شيء!
على البرشور يكتب أحمد معلا: «سطح طباعي يشي بما يماثل مشاهدة عُقدت النية على تحقيقها أو نقلها، وانتقى الألوان راصداً الضوء في تفاعله مع المادة/ الجسم».