ربما ..!
حدثنا أحمد فؤاد نجم فقال: «هبّوا أيها الشباب.. أنتم أمل الأمّة..». وظل يدور حول ضرورة حمل الشباب لراية التغيير..
كان ذلك في لقاء خصّ به مجموعة من الكتّاب والصحافيين الشباب. قلنا له: «يا افندم.. نسبة عظمى من هؤلاء الشباب الذين تتحدّث عنهم بعيدون كلياً عن كل هذه المعاني، هم لا يفكرون في شيء بعدما نجحت سياسات التدجين في إخراجهم من كل الدوائر، وبعدما استطاعت عولمة الرأسمالية أن تجعلهم أقناناً يسقّفون حياتهم بالسقوف التي تضعها الفضائيات والإنترنت بعدما انتزعتهم من سياقاتهم الثقافية ووضعتهم في اللا سياق، نقلتهم من المكان إلى اللامكان، فكيف نتحدّث عن جيل يريد التغيير؟؟»..
قلنا للـ«فاجومي» كما يحلو للمصريين أن يسموه: «يا عم أحمد المشكلة ليست إلا في الـ«كيف؟؟»، وهذه لا تكفيها صرخة شاعر، بل هي تحتاج إلى مفكرين ثوريين وتنظيمات ثورية!! لم تعد المشكلة مقتصرة على فكرة (صراع الأجيال) (البديل المقترح: غياب الروح الثورية) وحسب، بعدما بات هناك ضياع شبه كامل في البوصلة والرؤيا والمسار لدى معظم القوى والتنظيمات السياسية»..
قلنا وقال..
ما نحتاج إليه قبل كل شيء هو «نهضة» فكرية ثانية، نهضة يصنعها مثقفون حقيقيون، فعصر التكنولوجيا الذي دخلناه بعقلية المستهلكين استهلك معظمنا، وأحال غالبية هؤلاء إلى كائنات بهيمية مأسورة بأوهام لا نهاية لها، تخلخلت القيم الكبرى وحلت محلها قيم الفردانية المريضة التي لا تبغي إلا خلاصاً فردياً، وتقوضت الوشائج فيما بين الناس وبين كل ما هو أصيل لصالح بروز العلاقة مع ثقافة العابر، حين انصاعوا لإغواء الإعلان وغدوا شرّائين من أجل الشراء ناسفين كل جوهريّ، حتى باتت السعادة تعني في قواميسنا المهترئة: التلذّذ البدني وحسب!! حقّاً إنها «حيونة الإنسان» التي قال بها الراحل ممدوح عدوان!!
للشباب، من جهتهم، مبررات شتى، لكنهم في الصميم يعيشون تخبطاً بات يحتاج إلى دراسة أفقية وعمودية حتى نعرف جواباً: لماذا يعد الشباب أمل الوطن!!