القامشلي.. مدينة بلا مهرجان
لاشك أن أية تظاهرة ثقافية أو اجتماعية أو فنية أو إنسانية تعد متنفساً للمدن الصغيرة، ولاشك أن أبناء هذه المدن ينظرون بشغف كبير إلى تلك المناسبات، لعلها تخرجهم وتخرج مدنهم من حدود الروتين والرتابة اليومية لتكون فسحة تغيير ولو لأيام قليلة..
في مدينة القامشلي تسير الأمور على عكس المدن التي تبتدع مهرجاناتها لتعبر عن مكنوناتها الإنسانية، ولتعبر عما يعتريها من وجدانيات أيام المدن الثقافية، أو بمعنى آخر، لتفرز مكنوناتها الحضارية، ولتعيش حالة الحلم الجميل قبل الانطلاق لمتابعة الحياة المثقلة بالأتعاب، فنحن –أبناءها- لا يدفعنا حلم نحو أمام نتمناه، بل إننا (نموت في الروتين) ونقر له بالأفضلية، وليس لدينا (حيل ولا ميل) لمعايشة التغيير، فقد يصيبنا بإحباط نحن في غنى عنه، والمهرجانات لا تناسبنا..
ربما هذا ما يراه المسؤولون عن الثقافة ومهرجاناتها، وإلا فما الذي يؤخر التظاهرة الثقافية السنوية لهذه المدينة إلى الآن، والصيف ينطلق بسرعة ليعيدنا إلى سباتنا الشتوي غير آسفين على صيف بلا ضيف؟ ولعلنا إذا تابعنا ما يجري في جميع المدن السورية نرى عشرات المهرجانات التي غطت أيام هذه المدن ولياليها وأنعشت صيفها، فإذا ما قارنا بين مهرجاناتهم ومهرجاننا اليتيم، لا نجد أي مبرر مهما كان نوعه يمكن أن يكون مانعاً ًلقيام هذا المهرجان.
اليوم وصلنا إلى موعد المهرجان السادس، وتوجد موافقة من وزارة الثقافة بإقامة المهرجان، ولكنه لم ينطلق بعد رغم أنه لا موانع حقيقية للتأخير.. وهنا لابد من أن نشيد بدور الفعاليات الاجتماعية التي غطت أجزاء كبيرة من المهرجانات السابقة، والتي هي مستعدة اليوم وبشكل أكثر فعالية للتعاون مع الجهات المسؤولة بما يترتب عليها. . إذاً، بقي الدور على أصحاب الدور..