«روتانا» ابن طلال صارت في ذمة روبرت موردوخ: وتستمرُّ مسيرةُ «الترفيه»..
وقّع صديق الصهيونية وابنها المدلل (روبرت موردوخ)، أو إمبراطور الشر الإعلامي عقداً لشراء 20% من أسهم أهم شركة ترفيهية في الوطن العربي (وشدد الملاحظة عزيزي القارئ على كلمة ترفيهية)، وهي شركة «روتانا» التي يملكها الرأسمالي السعودي الوليد بن طلال الذي عصفت به الأزمة المالية فلم يجد مخرجا له إلا بعقد صفقة مع الشيطان. ومن يعرف روبرت موردوخ يعرف الإجابة على سؤال لماذا «روتانا»؟ ولماذا شبكة ترفيهية عربية؟ وما هي القيمة والربح الذي يرجوه الموردوخ من هذه الصفقة؟؟
فمن هو روبرت موردوخ؟
الإجابة موجودة ببساطة شديدة، إذا قرأنا تقرير «واشنطن بوست» لشهر حزيران 1995، والذي كتبه كورت هولدن: «إن موردوخ ليس يهودي الديانة، ولا هو من أعضاء مجلس اليهود الأمريكيين (إيباك)، وعلى الرغم من ذلك فهو أفضل من يمكن تكليفه بإصدار مجلتين جديدتين تعملان لدعم إسرائيل إعلاميّاً».
شهادة فخر واعتزاز من واشنطن لهذه الشخصية المتعمقة في جذور الصهيونية، فهو ليس بيهودي لكنه فقط يميني متطرف يعشق الصهيونية، وملتزم بكل توجهاتها ومبادئها. وهو يعد الصوت الإعلامي الأول والأقوى تأثيراً لدى مجموعة التطرف المسيحي في الولايات المتحدة، والمعروفة باسم «المحافظون الجدد».
يفاخر الموردوخ بإمبراطوريته العابرة للقارات عبر، مجموعته الإعلامية «نيوز كورب News Corp » التي تعتبر واحدة من 3 مؤسسات عالمية، تحرص جمعية الصداقة الأمريكية الإسرائيلية (اللوبي اليهودي) على شكرها، لدعمها الكيان الصهيوني إعلامياً واستثمارياً، وتمتد هذه الإمبراطورية من استراليا (بلد المنشأ)، إلى بريطانيا إلى الولايات الأمريكية المتحدة.
وتعد مؤسسات مودروخ من أهم المؤسسات الإعلامية، إما في صناعة القرار أو في تغييره، سواء في الولايات الأمريكية المتحدة أو في بريطانيا، حيث كانت وراء رفض الأخيرة الانضمام إلى العملة الأوربية المتحدة. وفي العام 1997 قدم دعمه لتوني بلير، وخصص لحكومته تغطية إيجابية في شبكاته، «ضامناً بذلك (حسب صحيفة «نيويورك تايمز») سماح حكومته له بالاحتفاظ بشركاته البريطانية».
وفي الولايات المتحدة انحاز موردوخ انحيازاً صارخاً لإدارة جورج بوش والحزب الجمهوري. وخلال اجتياح العراق في العام 2003، وقفت جميع صحف موردوخ ومحطاته وشبكاته إلى جانب الغزو الأمريكي للعراق. وكانت صحيفة «التايمز» البريطانية هي الوحيدة تقريباً من بين الصحف الدولية الجادة التي أشادت بخطاب جورج بوش مساء الاثنين 23-06-2002 المتعلق بمستقبل الشرق الأوسط، بينما انتقدته الصحف الأوروبية كافة، وهنا يتضح بشكل جلي لماذا تغرد هذه المؤسسة خارج السرب بدوافع خفية.
أما في الكيان الصهيوني فتستثمر مجموعة موردوخ داخل إسرائيل من خلال شركة NDS News Datacom، التي تعمل في مجال التكنولوجيا الرقمية والاتصالات، وقد ارتفع عدد العاملين في هذه الشركة من 20 شخصًا إلى 600 خلال 10 أعوام، طبقاً لما نشرته صحيفة «جيروزاليم بوست» في عددها 27-06-2001، إذ يحصل موردوخ على تسهيلات ضريبية كبيرة في الكيان الصهيوني. كما أن صداقة موردوخ لرئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق آريل شارون، والاستثمارات الضخمة التي يمولها الأول في إسرائيل، وحرصه عليها، تقف حائلا دون نشر التقارير كاملة كما هي.
ويضيف جاسون دينيز: «إن مثل هذه العلاقة بين روبرت موردوخ ورئيس الوزراء الإسرائيلي تنعكس على سياسة التحرير في صحيفة «التايمز»، فالحرب الكلامية بين طرفي النزاع في الشرق الأوسط لها دورها الحاسم في توجيه الرأي العام. من الصعب أن تجد صديقاً قوياً لإسرائيل يمكنه التأثير على الرأي العام بقوة صحيفة التايمز».
ما هو جدير بالذكر هنا، أن الرأسماليّ السعودي الوليد بن طلال يمتلك حوالي 5.46 بالمائة من أسهم مجموعة موردوخ «نيوز كورب»، وذلك من خلال ما تملكه شركة «المملكة القابضة» التي يملكها الوليد، ومن المعلوم أن ابن طلال يرتبط بعلاقات حميمية مع موردوخ. وفي تعقيب على هذه الحميمية، أشار أحد الاقتصاديين الأمريكيين إلى أن الإمبراطور أراد أن يؤكد للأمير السعودي صداقته، فأمر محطاته بالتوقف بتاتاً عن انتقاد الأسرة السعودية، والتوقف أيضاً عن استضافة أي معارض أو ناقد للحكومة السعودية وسياساتها.
والسؤال هنا: كيف تم السماح لشخصية كهذه أن تتسلل إلى أكبر شبكة عربية للترفيه؟ وما هي أبعاد السكوت عن هذا الموضوع؟ وما هي احتمالية التأثير على قواعد اللعبة في الإعلام الترفيهي العربي من طرف هذا الرجل الذي كان ومازال مشهوراً بمقولته: «إذا أردت أن تمسك اليد عليك أن تبدأ بالإصبع»؟؟