أسامة دليقان

بدعوة من دائرة الشباب في اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين، وضمن فعاليات أسبوع ميسلون الثقافي، أحيت فرقة أوج للموسيقا العربية أمسية موسيقية مساء الاثنين 26 تموز في مطعم «زيوس» في باب شرقي حضرها العشرات من الشيوعيين الشباب وأصدقائهم وعوائلهم، غص بهم المكان واضطر بعض الشبّان إلى الجلوس على درج جانبي في ساحة البيت الدمشقي الرحب، مرهِفين السمع إلى إبداعات أعضاء الفرقة: 

سامر علي (كمان)، عمر حصني (فيولا)، مجد بلال (قانون) ، وسيم مقداد (عود)، رامي الجندي (إيقاع)، فجر العبد الله (كونترباص).. «أوج» قدّمت مجموعة من الألحان الجميلة التي ركّزت على إبراز خصوصية الطابع السوري، مع محاولة تطويره ضمن معادلة الحفاظ على روحه الأصيلة دون الوقوع في الجمود من جهة، والتجديد فيه دون تذويب هويته من جهة أخرى، الأمر الذي تعتبره الفرقة مشروعها الثقافي الوطني، مسجلة بذلك علامة فارقة بين كثير من الفرق الشبابية في سورية، والتي إمّا تكرر القديم كما هو، أو تختار من الألوان الموسيقية الأخرى (التركية، الإيرانية، الجاز، الراب إلخ..) – مع احترامنا لخصوصية هذه الألوان – قوالبها الجاهزة لتعبّئ بها مزيجاً من المواد الخام المحلية، ما يجعل العملية الفنية إنتاجاً سلعياً يلبّي المتطلبات الاستهلاكية لسوق الفن المعولمة التي تعمل على محو الهويّة الثقافية الوطنية، فضلاً عن تعميق الاغتراب الفني الذي نعيشه اليوم، و يعبّر عنه بشكل فاضح و لا إنساني مصطلح «الأكثر مبيعاً» الذي بات المقياس الوحيد لنجاح المنتوج الفني.

ما أحوجنا اليوم إلى كثير من منتجي الفنّ الجميل لكي يُثروا حواسنا وعقولنا وينتشلونا بعطاءاتهم من الحضيض الذي نعيشه، خصوصاً في ظل القبح والابتذال الذي ترعاه كثير من المؤسسات والمهرجانات الرسمية والخاصة، في حين يُشنُّ هجوم غير مسبوق على رموز الجمال الحقيقي.