تناغمات إنسانية
كتب الزميل رائد وحش في جريدة قاسيون العدد 491 مقالاً تحت عنوان: «بسيم الريس على كل جدار»..
أصدقكم القول بأنني وقفت مطولاً عند هذه المادة، وأعدت قراءتها مراراً، وفي كل مرة كان يتسامى داخلي الشعور الإنساني لمجرد أن يلامس مشاعري ذلك التناغم الجميل لفنانين، كل أبدع لوحته الخاصة حسب مدرسته الفنية، عبّر فيها بشكل أو بأخر عن الآخر، فقد سدد رائد فاتورة اللوحة المهداة له من جانب بسيم بلوحة لا تقل عنها قيمة، رسمها بالأحرف لا بالألوان، جسدت ملامح الأخير بطريقة لا بصرية مذهلة.
كان لا بد أن أقف على هذا التعامل الأخلاقي الإنساني في زمن أصبحت كل معطياته تقاس على أساس الربح والخسارة، على أساس الكسب والمصلحة الذاتية، فما أحوجنا اليوم لهذا النمط من الممارسات الخلاقة، التي تعود بنا إلى زمن المشاعية الأولى، حيث كل شخص يقدم شيئاً لديه مقابل ما يأخذ، بعيداً عن غايات الاكتناز والادخار، فلا يُظلم ولا يُفقر أحد، ولا يستولي أحد على مال أحد، فما من قيمة زائدة مسروقة تؤخذ من جهد زائد مبذول، وما من مجتمع طبقي فيه الغني يستعبد الفقير.