ربمــا..! واقعياً ومنطقياً وحياتياً.. إلخ..
الوطن بسيط للغاية، إلى درجة أننا لا نفكّر بتعريفه، لأنه البيت والأهل والأصدقاء، فهل من الممكن أن نهدمه؟؟ ألا نهدم بهذا أنفسنا وحياتنا الشخصية؟؟ من تروق له سكنى الأنقاض سوى من لديه ملكات الخلد أو الجرذان أو العقارب؟؟
الوطن بداهة.. لذا نعيشه بلا تفكير..
الوطنية، أيضاً، لا تحتاج إلى تفسير، هي بديهية مثل الحليب الذي رضعناه من أمهاتٍ بالكاد يعرفن القراءة، وبالكاد يفهمن العربية الفصحى، ومع ذلك ظلّلن على قيد الحياة رغم انتفاء كل أشكال الحياة، ليلدننا نحن الذين سنذهب إلى المدارس كي نفلسف أسماء الأشياء الأولى، فنجعل الوطن: حرية.. الحياة: كرامة.. التضحية: شرف.. ومن أجل إكمال مسيرة أرحام أمهاتنا في الإنجاب وملء الأرض نحاول تحويل المفاهيم إلى الواقع، حين نرى أن الواقع غير واقعي..!!
***
الشعب هم هؤلاء الناس الذين هنا، والذين مثلي.. يكتوون من الحب لأن لهم قلوباً، ويتذمرون من غلاء الأسعار لأن لا طاقة لهم بذلك، ويطالبون بتحسين المعيشة، وبالتالي الدفاع عنها، لأنهم يعرفون الفرق بين حياة الأحياء وحياة الموتى..
***
واقعياً ومنطقيّاً وحياتيّاً.. نحن شعب وطنيّ بدرجة ممتاز، لأننا نفعل كل ما يجب أن يُفعل لنكون جديرين بأنفسنا.. لكن رسمياً، حين نرى أن ثمة أشياء كثيرة ليست على ما يرام، ونأخذ على عاتقنا جعلها لائقة بالإنسان.. يقولون إنه يجب أن نخرس، ونلقّم أفواهنا الحجارة إن نسينا فن الخرس، ربما لكوننا لا نحسن قياد الأمور ولا سياس الأحوال!!
واقعياً ومنطقياً وحياتياً.. حين نستكين إلى الصمت، ألا نصبح لا وطنيين؟
■ رائد وحش