عدسة «قاسيون» وهي رميم..
ماذا بوسع كاميرا «قاسيون» أن تقول بعدما عادت أشلاءً من اعتصام السويداء؟؟ وماذا بوسع زميلنا فيصل يعسوب الذي عاد مصاباً بها أن يقدّم لهذا العدد؟؟
ما من خسارة على الإطلاق، هذا جزء صغير من استحقاق الصّحافة الوطنيّة في معركة الشرف إذ تناطح مسرحاً من الغبار لتجلو وجه الحقيقة، وجزء من ضريبة إعلاء الصوت السّوري الحر، وجزء من معركة توثيق اللحظة بكل ثقلها الدراميّ.
ليست المسألة تشظياً للكاميرا بمقدار ما هي محاولة البعض تفتيت تلك الوقفة الشريفة لأبناء السويداء في يوم الجلاء، عند رمز من الرموز التي كونت فكرة سورية الوطن الحر..
أما معركة الصحافة من أجل الحرية فهي مستمرة بالحبر والصورة، فهما فيصل المسؤولية والوطنية..
لا تقل لي ماتت الكاميرا، فلا يزال المصور ها هنا، ولا تزال عيناه الذكيتان على أهبة اصطياد أي تفصيل قد يباغت المشهد بعبور سريع..
صحيح أن الكاميرا باتت خردة، لكن فيصل لا يزال بكامل لياقته البصرية، وما فيه إلا قليل من الرثاء لصور ذلك اليوم التي فُقدت مع جثمان آلة التصوير.. لكنه يقول: كاميرا الجريدة الرميم مجرد آلة يمكن استبدالها، لكن الضمير هو من سيحيي خردة هذا الرميم من جديد.
«قاسيون»، بطاقمها التحريري، لا تزال ترى المشهد جيداً، ولا تزال تمسك ببعده الرابع من أجل سورية التاريخية الواحدة، غير المنقوصة شبراً..