إصدارات: «طفل المدينة» الذي أنجبه علي سفر
النص الذي يفتتح فيه سفر ديوانه «طفل المدينة- دار أزمنة، عمان» يظهر تمسكه في فن السرد ويجنح للقصة أو السيرة ليقول ما يعتقد إن القصيدة ربما لن تفلح في قوله، ويعترف بصعوبتها على الغلاف الخلفي للديوان حين يقول: «أيتها القصائد المدلاة.. على أغصانٍ من شغف وموت.. كم هو صعب قطافك.. وكم أنت جارحة ومرة».
الشاعر في مقدمة مجموعته يؤكد أنها «ضرورة لابد منها»، وبعنوان «الطريق إلى المدرسة » يسرد سَفر قصة تكوّنه من سلسلة حالات على صعيد المكان في تغير مكان مدرسته وتغير الطريق إليها- وعلى صعيد الأشخاص في موت أبيه- فيظهر ممسكاً بالسرد ليس فقط على صعيد عنوان المجموعة أو مقدمة ديوانه بل بعنوان القصائد أيضا فيعنون مرة ب «الحكاية» أو «سر العتبة»، ومرة بـ«فاصيل محذوفة» و«هوامش» أصبح سفر مشغوفاً بفكرة الموت منذ فقدانه والده وهو ابن المدرسة الابتدائية وابن المدرسة الحياة، فصارت الجبال لديه جبال الموت، وتنكس الأشجار رؤوسها كناية العزاء، وحتى جسده لم يعد، قلباً ينبض حياة أو رئتين تستنشقان هواء رطبا، بل بات حالة مؤقتة معرضة للفقد في «الهباء»، أو «في محطة قطار»، ولم يعد يرى جسده غير «محمولاً على سجادة الفقد».
صدر لعلي سفر سابقا: بلاغه المكان 1994، صمت 1999، يستودع الإياب 2000، اصطياد الجملة الضالة 2004.