ثقوب تدريسية سوداء
إنَّها الفجوة الجافة التي امتحنتني مجدداً أمام اختبار اللغة الانكليزية فرسبت وحملت حزناً يتجدد كلما أوغلت في نفسي الرغبة بإتقان هذه اللغة.
قصتي معها تعود إلى عهد ليس بالقديم قياساً بالوقت الراهن. أذكر عندما أُدخلت اللغة الانكليزية والفرنسية إلى مناهج الصف السابع الإعدادي وكان علينا الاختيار ـ أو بالأصح على أهلنا ـ بين لغتين وقرر لي عندها اللغة الانكليزية .
في اليوم التالي وزعت الطالبات على الشعب، بأوج فرحتنا ببداية مرحلة جديدة تختلف عن المرحلة الطليعية دخلت معلمة اللغة وقفنا احتراماً وتبجيلاً وبدأ الدرس، لمست فيها نوعاً من تهكم وسخرية مني ومن الطالبات وعلى مدار العام لم أتعلم إلا الأحرف هربت من معظم حصصها وغبت مراراً ومعي الكثيرات خوفاً وخجلاً من أسلوبها التهكمي والطبقي معنا ،هذا ما زرعته المعلمة فجوات جافة لا حياة فيها بسبب أسلوبها التعليمي الفج.
تلك الحادثة وغيرها مازالت تحفر في فجوتي جفافاً لا ينتهي رغم محاولاتي المستمرة الخروج من تأثير الصدمة الأولى.
قم للمعلم وفيه التبجيلا كاد المعلم إن يكون رسولا
هذه رسولتنا الحقيقية المبجلة التي حملت مشعل النور من أجل تنوير الطلبة لكن على ما يبدو تحول هذا المشعل من مشعل تنوير الى مشعل توظيف وراتب آخر الشهر وباقي ما تبقى لا يهم .
المؤسف أنها برغم التطور في المناهج ودورات إعداد المدرسيين وقرار منع الضرب والإهانة اللفظية إلا أنها مكانك راوح ومثلها كثيرات وكثيرون .
خوفي على جيل قد تشرع بداخله فجوات جافة للغة نحن بأمس الحاجة لتعلمها لنتخطى عتبة الأمية اللغوية مع إتقان لغتنا الأم العظيمة
ليس المهم المنهاج الأهم من يدرس هذا المنهاج فهل تلتفت وزارة التربية الى كادرها التدريسي وتعيد النظر بمضمونه قبل مضمون مناهجنا.