«إسماعيل كاداريه».. الروح الألبانية
الكاتب والشاعر الألباني المعاصر «إسماعيل كاداريه» lsmail kadare أديب إنساني تجاوز أدبه الطابع المحلي والقومي المتخصص لوطنه إلى آفاق أرحب، يجد فيه المثقف جوانب من حياته وحياة بلده ألبانيا، فالمشكلات المتعلقة بـ«التحرير الوطني» تتجاوز بطرحها المفهوم المحلي لتتناول التحرير الوطني في العالم، وإن نضال الجماهير طلبا للحرية في أي بلد هو في جوهره واحد..
الكتاب الذي ألفه عبد اللطيف الأرناؤوط «الهيئة العامة السورية للكتاب»، يبيّن أن الشعر عند إسماعيل كاداريه تعبير مباشر وشخصي عن عواطفه الذاتية، لكنه ليس نقلا للواقع، وإنما هو أمنية يستحيل به الواقع إلى لون من التماهي الذي يستند إلى قوة الخيال، وروعة الإيحاء.. إنه ينبعث من أعماق أسطورية، ويتكئ على فتنة الفن، إذ لابد للشاعر من أن يلجأ إلى مثل هذا الحذق الذي لا ينضب، ولو كان في ذلك تعارض مع المباشرة، والصدق والواقعية، فالهوة تتسع في شعر كاداريه، ومسافة الإبداع تكبر بين ما يطمح إليه الشاعر من واقعية حسية، وما يبلغ إليه شعره من ألوان بلاغية كالإحياء والتشخيص واستنطاق التاريخ والأساطير، والعاطفة الرومانسية المشبوبة، يقول بلسان «الهوائي»: العالم.. جميل هادئ/ وأراني في الكون/ مثل رمح طويل أبيض/ يبرق فوقه الندى والدموع/ ولا أعرف لماذا أخفي في بعض الأحيان/ دموع بكائي المكتوم/ أظل هكذا/ شتاء وصيفا/ أنا الرمح المركوز عاليا في السماء/ ألاحظ أول ما ألاحظ/ قدم اللقلق/ وأرسل التحية إلى الغيوم العابرة/ وأتأمل غروب الشمس المجنحة بالذهب .
ولد إسماعيل كاداريه في مدينة (جيروكاسترا) بجنوب ألبانيا عام 1936م، والتحق بعد دراسته الثانوية بكلية الآداب في جامعة «تيرانا»، وتخرج منها في 1958م، وحصل على منحة دراسية لمتابعة دراسته في معهد «غوركي» للأدب العالمي، فاطلع على الثقافة الغربية، وبرز اهتمامه بالشعر منذ أن كان في الحادية والعشرين من عمره، وفي عام 1970 اصدر رواية بعنوان «الحصن»، تناول فيها بطولة الشعب الألباني في الدفاع عن حصن حاصره العثمانيون في القرن الخامس عشر.