جكر خوين.. رسول الوجع الكردي والإنساني
تمر في هذه الأيام ذكرى وفاة الشاعر الكردي جكر خوين الذي توفي في 22/10/1984 في السويد، واستقبل جثمانه في مدينة القامشلي عشرات الآلاف من رفاقه وأصدقائه ومحبيه من كافة المناطق ومختلف الانتماءات واللغات والأطياف ليودعوه، ودفن في باحة منزله في الحي الغربي بالقامشلي تنفيذاً لوصيته.
ولد الشاعر جكر خوين واسمه الحقيقي شيخموس في تركيا حوالي عام /1903/ وقد لقب بـ(جكر خوين) ومعناه الكبد الدامي. توفي والداه وهو في سن صغيرة فتكفلت أخته الكبرى رعايته وتلقى علومه الدينية في قريته.
ترك (جكر خوين) قريته، واضطر للنزوح الى سورية نتيجة الفقر والحاجة واستقر في مدينة عامودا، حيث أصبح إماماً في قرية قريبة منها تدعى حازده، إلى جانب العلوم الدينية كان (جكر خوين) يميل الى إنشاد الشعر وتأليفه، وقد تأثر بشعراء كرد كثر وأبرزهم الشاعر الكردي (ملاي الجزيري) والشاعر (احمدي خاني). يؤكد (جكر خوين) ذلك في مذكراته قائلاً: «اذا ما رأيتموني أحلق في السماء فأعلموا أنني أحلق بجناحيي الشاعر(ملاي الجزيري)».
نظم قصائد رائعة وجميلة عن حق الفلاح في الأرض، وحقوق العمال، وكان ذلك نتيجة لمشاهداته ومعاينته المباشرة لأحوال الفقراء والفلاحين، والظلم الذي كان يقع عليهم من الإقطاع والأغوات ورجال الدين الذين، كانوا يمشون في فلكهم، يقول في إحدى قصائده (نحن العمال لم نشبع من اللبن والخبز. أنظر كيف أصحاب القصور يجمعون الذهب) وكان يدعو للعلم والتعلم، وتحرر المرأة. وكان على علاقة متميزة بالحزب الشيوعي السوري في الأربعينات، إضافة لكونه عضواً في (حركة أنصار السلم) في سورية.
تمتاز قصائده بالرقة والإحساس والعاطفة الإنسانية الجياشة. وصفت بعض أشعاره حياة المناضلين والعظماء، فمثلاً أبدع قصائداً في وصف فكر لينين، كما رثا ستالين في قصيدة قال فيها (أيها المعلم.. لا أملك القدرة على وصفك، الجميع لبسوا السواد عليك، طريقك صحيح سنسير عليه.. ولن نحيد عنه حتى الموت).
تنوعت مواضيع قصائده، وتجاوزت المحلية. فنظم قصائد عن معركة(ديان بيان فو) الفيتنامية، وأخرى للمغني الأفريقي (روبسون). كما أبدع في القصة الشعرية كقصيدة (عجوزة ال قمشي) التي يحكي فيها قصة قرية (ال قمشي) الكردية التي دمرها الجنود الأتراك. كما أبدع في الغزل وله عشرات القصائد الغزلية.