ذكريات من المنفى
«إن الذكريات المقدمة لكم، إنما هي جزء من حياتي الحقيقية. ولن أقول بأن أشهر المنفى بقيت في ذاكرتي كشيء صعب وثقيل جداً. لأن ما غاص في عمق الماضي هو أكثر مرارة، ويشبه الثمرة على الغصن التي تزداد حلاوتها مع مرور الزمن»
عزيز نيسن
صدرت مؤخراً عن دار الطليعة الجديدة، الطبعة الثانية من المجموعة القصصية: «ذكريات من المنفى»، للمؤلف والأديب عزيز نيسن، ترجمة عبد اللطيف عبد الحميد.
يدهش عزيز نيسن قارئه بقدرته الفائقة على تحويل الشقاء والبؤس الذي عاشه بسبب مواقفه المبدئية إلى عالم من السخرية الموجعة، فقصصه الساخرة هي قبل كل شيء، عالم أحاسيسه وتجربته الحياتية. وهو لم يترك ناحية من نواحي الحياة، إلا وكتب عنها بأسلوب غاية في البساطة والعمق.
وقد ترك لعشاق الأدب الساخر أدباً غنياً، فيه أكثر من ألفي قصة وحكاية وسبع روايات ساخرة، وكتب مذكراته في مجلدين، وألف مجموعتين شعريتين والعديد من المسرحيات الساخرة، بالإضافة إلى الكتابة للصحافة التي استمر بها حتى آخر أيامه. وقد ترجمت أعماله إلى ثلاث وعشرين لغة كما حاز على العديد من الجوائز العالمية.
في الرسالة التي يوجهها لقرائه في مقدمة المجموعة، يؤكد أن كتابه ليس رواية نثرية، إنما هي جزء من حياته الحقيقية وإن «عيشتي اللاإنسانية وآلامي وأحزاني ستبدو سخيفة كمشوار سياحي فاشل، فيما لو قورنت مع ما يمكننا أن نجده في تاريخنا من الشهداء العظام والمنفيين».
إن من يطلع على ذكريات في المنفى سيدرك بصورة جلية كم من المرات تهدمت حياته، فعاد يبنيها من جديد، غير متوقف عن عطاءاته الساخرة حتى آخر لحظة من حياته.
ثلاث وعشرون قصة قصيرة في 106 صفحة من القطع المتوسط.