من «غسان كنفاني».. إلى «مرمرة»!
تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي صورة القرار الذي أصدرته مدير التربية والتعليم في مدينة رفح التابعة لحكومة حماس بتغيير اسم مدرسة الروائي الفلسطيني الراحل غسان كنفاني إلى اسم السفينة التركية «مرمرة»، الذي أثار استياء عدد من الأدباء والشعراء والكثير من قراء ومحبي غسان كنفاني.
ومنهم الكاتب عدنان كنفاني شقيق غسان الذي قال: «وصلني الآن مباشرة من غزّة، (خفافيش الظلام تستبدل مدرسة في قطاع غزة من اسم الشهيد غسان كنفاني الى اسم مرمرة على القوى الوطنية التحرك لوقف هذا العبث) لا تعليق..!».
وكتب الشاعر سليمان الحزين: «مبروك لمدرسة رفح التي تم تغيير اسمها الذى كان يحمل اسم الأديب والروائي الفلسطيني الراحل (غسان كنفاني) إلى اسم سفينة الحرية (مرمرة) يا أخي قليلاً من الخجل !»، وقال الكاتب يوسف حطيني: «ابتعدوا عما تبقّى لنا من رموز وطنية.. غسّان أكبر منكم بكثير». كنفاني الذي ظل يؤكد أنه ليس بالضرورة أن تكون الأشياء العميقة معقدة، وليس بالضرورة أن تكون الأشياء البسيطة ساذجة، وأن قضية الموت ليست على الإطلاق قضية الميت، إنها قضية الباقين!
وقد أثار القرار ضجة وجدلاً واسعاً، فقام ناشطون بنشر قرار وزارة التربية ليكون إثباتاً للحادثة، وقال شقيق غسان، عدنان كنفاني، في تصريح آخر له: «حسب علمي إن وزير التربية والتعليم أصدر تعليقاً نفى فيه الحادثة، ويبدو لي أنه تراجع عن القرار».
«غسّان كنفاني القائد والمفكّر السّياسي»
من جهة أخرى، جاء كتاب بسّام أبو شريف «غسّان كنفاني القائد والمفكّر السّياسي» (منشورات رياض الريّس) ليعيد تسليط الضّوء على الشّخصية السّياسيّة والأدبيّة والفكريّة التي تركت بصمتها في الذّاكرة، ويقدم قراءة في شخصيّة إنسانيّة تجاوزت الذّات، وحملت هموم الشّعب تعرّض للاضطهاد. عن كاتب وفنّان مبدع، تخطى البعد الفردي، ورأى في فلسطين رمزًا إنسانياً متكاملاً، إذ يحدث أنه عندما يكتب عن عائلة فلسطينيّة فإنّما يكتب «عن تجربة إنسانيّة. لا توجد حادثة في العالم غير متمثّلة في المأساة الفلسطينيّة. وعندما أصوّر بؤس الفلسطينيين، فأنا في الحقيقة أستعرض الفلسطيني كرمز للبؤس في العالم أجمع»، حسب مؤلف الكتاب.
تأتي أهميّة هذا العمل في كونه يضيء جوانب متنوّعة من حياة كنفاني بدءًا من طفولته في يافا وعكّا وحيفا، وهجرة العائلة إلى لبنان في نيسان 1948، ومن ثمّ التوجّه إلى دمشق حيث تابع دروسه الابتدائيّة، والثانوية، والتحق بالجامعة، ومن ثمّ قدومه إلى بيروت، في العام 1960 للعمل في مجلّة الحريّة. وحتى تأسيس مجلة (الهدف).
أمّا عن أعمال غسان كنفاني الأدبيّة فيؤكد الباحث أنها مستوحاة من رحم المعاناة، ولم تكن من نسج الخيال «لقد استوحيت كافّة أبطال رواياتي من الواقع الذي كان يصدمني بقوّة، وليس من الخيال. كانوا جميعهم من المخيّم، لا من خارجه». وهي على حد قول محمود درويش: «كتابته هو قد تكون هي النّادرة التي تصلح للقراءة بعد العودة من جنازة كاتبها».
يسلّط أبو شريف الضّوء على غسّان الرائد في طرح المشكلات، ويقدّم صورة العاشق والفنّان والكاتب الذي حوّل الكلمة إلى سلاح ضدّ الظّلم والظّالمين. هو من أولئك الكبار الذين لا يجفّ حبرهم، وستبقى رائحة البرتقال تفوح منه، وتغري بالانتصار.