حوار الحاضر والمستقبل
«سلام عليك أيتها الروح السارية في وجودي، أيتها النار التي تتوقد في صدري فتحميه من برد النسيان. سلام عليك أيتها الحروف العاليات. ها أنا ذا أبدأ يوماً جديداً من صراعي ضد الأغيار الأربعة، مستعيذاً بك من الخساسات الثلاثة، ومستمداً منك القدرة على الاقتحام، يا معيني على البلوى، أعنّي على التأويب في ديار الهم والغربة».
هادي العلوي
«سليل الحضارتين»، هكذا يوقع المفكر الماركسي هادي العلوي، معرفاً عن نفسه، في نهاية «الصلاة اليومية إلى روح الكون نفسه» التي يبدأ فيها كتاب: «حوار الحاضر والمستقبل».. الحوار الأخير معه وهو من إعداد: خالد سليمان وحيدر جواد، الذي أصدرت دار «الطليعة الجديدة» الطبعة الثانية منه مؤخراً.
يجيب هادي العلوي عن أسئلة متعددة في قضايا هامة، كالتراث والثقافة والفكر والاستشراق وغيرها من المواضيع. وفي إجاباته يناقش بعض جوانب النشأة والتكوين في التراث وكيف دخل إلى دراسته، وتعمق فيها، وعلاقته بالفكر الماركسي، وتكون مفهوم المثقف لديه، ثم ينتقل للحديث عن الفلسفة الصينية، نشأتها وأبرز رموزها وعلاقتها بالثقافة العربية، ثم ينتقل مع محاوريه إلى موضوع الاستشراق، ويتناول فيه مسائل إشكالية عديدة، فضلاً عن مسائل أخرى، يقدم فيها العلوي رؤية واضحة تظهر إلمامه بالمواضيع المطروحة. بالإضافة إلى ملحق لحوارين إضافيين أجرتهما الصحفية سعاد جروس معه.
جاء في مقدمة الكتاب ضرورة أن يكون محاورة باحث ومفكر مثل هادي العلوي تتطلب اطلاعاً واسعاً في قضايا وإشكاليات هامة، لأن« هادي العلوي مثقف ذو طراز خاص في أصالته وإنسانيته الشفافة التي يسميها هو إنسانية مقاتلة، ينتمي إلى الجنوبيين «فقراء العالم» الذين يقطنون في الأطراف، يعيش حالة احتراب فكري وحضاري دائمين مع المركزية الغربية وتوابعها الآسيوية والشرقية». ولديه «منهجه الفكري ودراساته المتجددة دائماً مع التراث، وقراءاته للشخصية الشرقية في مستوياتها المتعددة والمتشابكة، فضلاً عن مشروعه اللغوي الخاص» مما يؤكد تميزه وتفرده بين الباحثين.
الكتاب يقع في 179 صفحة من القطع المتوسط.