خبزٌ و ورود
تحتفل كثير من شعوب العالم في الثامن من آذار من كل عام بـ«يوم المرأة العالمي». وهو وليد نضال المنظمات العمالية اليسارية في الأصل، وحق مكتسب انتزعته المرأة بوعيها ونضالها السياسي والاقتصادي الاجتماعي الطويل والقاسي منذ القرن التاسع عشر وحتى الآن.
في عام1857خرجت آلاف النساء للاحتجاج في شوارع نيويورك على الظروف اللاإنسانية التي كن يُجبرن على العمل فيها مطالبات بتحديد ساعات العمل، إلا أن الشرطة تدخلت بوحشية لتفريق المتظاهرات، كما خرجت مظاهرة للعاملات، وزوجات وأرامل الجنود في روسيا القيصرية، للمطالبة بإنهاء الحرب. ورفعن شعار «الخبز لأولادنا والعودة لأزواجنا».
نمت الحركات العمالية والنقابية والجماهيرية في أمريكا وأوروبا، فيما بعد، رداً على استغلال العمال. وقادت المرأة فيها تظاهرات وإضرابات عمالية عديدة أهمها إضراب عاملات النسيج في مدينة نيويورك عام 1908 اللواتي خرجن رافعات شعار «خبزاً وورود» احتجاجاً على ظروف العمل وتدني الأجور.
وبمبادرة من الناشطة الاشتراكية الألمانية كلارا زيتكن، في مؤتمر اتحاد النساء الديمقراطي العالمي في كوبنهاغن عام 1910 الذي شاركت فيه 100امرأة من 17دولة، جرى اقتراح الاحتفال بهذا اليوم، واحتفل فيه لأول مرة بعد عام، إثر خروج مظاهرات في السويد والدانمارك وسويسرا وألمانيا وشاركت فيها أكثر من مليون امرأة طالبن بحق التصويت وتولي المناصب الحكومية ووقف كافة أشكال التمييز في مؤسسات العمل أياً كانت.
وفي بعض الدول كالصين وروسيا وكوبا تحصل النساء على إجازة في هذا اليوم وقرروا جعله «عيداً وطنياً». أما في سورية فشاركت المرأة السورية في الحياة الوطنية بكل جوانبها وخصوصاً في وقوفها بوجه الاحتلال العثماني والاستعمار الفرنسي وفي نضالها من أجل «الجلاء والخبز والحرية»، وفي الحياة الثقافية والمقاومة الشعبية في مختلف مراحل التاريخ، ولم تكن المرأة السورية معزولة عن الحياة الاجتماعية والعمل السياسي والنضال الوطني، وخاضت نضالات لتثبت دوراً هو حقها وتؤكد على حضور هو لها.