وليم نصار.. «شيوعي صرف»
بعد صراع مع مرض اللوكيميا رحل فجر الجمعة 2/1/2015 الفنان اللبناني وليم نصار.. اسم استحضر الكلمة والموقف القوي واللحن، وحاول من خلال أعماله أن يحدث فرقاً في هذا العالم.
يعتبر وليم نصار من الأصوات المقاومة، وقد أضاف بموسيقاه وأغانيه إلى جانب مجموعة من المؤلفين الموسيقيين والفنانين الكثير، مشكلين مرحلة جديدة من التأليف الموسيقي والغناء، قريب من الناس ويشبههم ويستقي كلمات الأغاني من لغتهم اليومية.
ولد في لبنان، 25 كانون أول 1966 وعايش فترة الحرب الأهلية بكل مآسيها وقسوتها، فاندفع إلى الموسيقا وشكل منذ نعومة أظفاره في سن الحادية عشرة مع بعض رفاق الدراسة فرقة موسيقية أسموها «نحنا» للتعبير عن رفضهم للحرب.
في العام 1977، وكانت الحرب الأهلية في ذروتها، شارك، عزفاً وغناءً، بأمسية في أحد المخيمات الشبابية الصيفية التي كانت نادرة في ذلك الوقت ، وكان ينفرد في تنظيمها اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني، فكان أول الطريق نحو تشكل وعيه السياسي, والوطني، والطبقي.
اعتقل وليم نصار عدة مرات بين العامين 1982 - 1984، بعد الاجتياح الصهيوني للبنان، نتيجة نشاطه السياسي وأمسياته. في العام 1989 تعرض لمحاولة اغتيال، كما تعرض منزله ومنزل عائلته للحرق مما دفع بعائلته إلى الهجرة من لبنان.
تابع دراسته وحصل على الدكتوراه في العلوم الموسيقية، وعاود نشاطه الموسيقي والأكاديمي، التدريس في عدد من الجامعات والمعاهد الموسيقية في أمريكا الشمالية واستضافته لإلقاء محاضرات في عدد من الجامعات والمعاهد الأوروبية، وترأس مجموعة نشطاء أولاد البلد للدفاع عن المعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني وكان للمؤسسة دور فعال في إطلاق سراح عدد من الأسرى منهم: عماد السبع - سهى بشارة - محمد نعيرات. وقد تعرض للعديد من المضايقات الأمنية والحياتية والمعيشية بسبب هذا النشاط.
شارك نصار في عدد من المهرجانات الموسيقية العالمية إلى جانب العديد من الحفلات على المسارح اللبنانية، كذلك حفلاته وأمسياته في القرى اللبنانية المنسية. ويعتبر نصار أول من أقام أمسيات غنائية في المخيمات الفلسطينية في لبنان، تحدياً للمجازر التي كانت تتعرض لها تلك المخيمات.
حصل نصار على العديد من الجوائز وشهادات التقدير العالمية. وصدرت له مجموعة من الأعمال الموسيقية منها: (لكم أغني – حب – بكرا – أغنية – غيفارا غزة – سلام عادل – عسكر على مين – شيوعي وبس...). كما صدر له العديد من المؤلفات منها (ثوب الناصرة وعنب الخليل – المسيح يقدم طلب انتساب للحزب الشيوعي – رياعيات الوطن والمنفى – لن أصالح).كما ترأس لمدة 7 سنوات إصدار مجلة عيبال ومن ثم مجلة البديل.
يشار إلى أنه كان يحضر لحفلة موسيقية بالتعاون مع اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني.